- داربي مغاربي مثير بين الشقيقتين الجزائروتونس في النهائي - 58 ولاية تهتف: يحياو أولاد بلادي افتك المنتخب الوطني للمحليين تأهلا قاتلا ومثيرا ومستحقا إلى نهائي كأس العرب للأمم، بعد فوزه على منتخب البلد المنظم قطر بنتيجة (1-2)، في مباراة النصف النهائي التي أقيمت سهرة أمس على ملعب الثمامة، وعرفت إضافة 18 دقيقة كاملة كوقت بدل ضائع من طرف تحكيم مثير للجدل. مع بداية المباراة، حاول المنتخب القطري مباغتة المنتخب الوطني منذ الدقائق الأولى من خلال شنّه مجموعة من الهجمات كادت أن تكون إحداها خطيرة، عندما سدّد المعز علي كرة في الدقيقة 13 مرّت فوق مرمى مبولحي بقليل، لكن العناصر الوطنية سرعان ما عادت لتتحكم في زمام الأمور من خلال فرض سيطرتها على وسط الميدان، ومن ثَم الضغط على مرمى القطريين. أول أخطر فرصة في المباراة جاءت في الدقيقة 21 لصالح "الخضر"، فبعد ثنائية رائعة بين بن عيادة ومزياني على الجهة اليمنى، هذا الأخير يوزّع كرة جيدة نحو بونجاح لكن لاعب السد القطري لم يتمكن من اللحاق بالكرة في الوقت المناسب. بعد هذه اللقطة أصبحت السيطرة شبه مطلقة للعناصر الوطنية التي راحت تطبق كرتها المعهودة كما تشاء، لكن اللمسة الأخيرة غابت أمام مرمى أصحاب الأرض الذين اعتمدوا على الهجمات المعاكسة وتمركزوا في منطقتهم خلال أغلب فترات المرحلة الأولى من اللقاء. ومثلما كان متوقعا، كان نجم المنتخب الوطني بلايلي سما قاتلا في منطقة الدفاع القطرية، حيث أمتع وراوغ وعبث بدفاع "العنابي"، ما جعل دفاع قطر يبدو مرتبكا كلما كانت الكرة بحوزة اللاعب السابق لمولودية وهران. وكان المنتخب الوطني مرة أخرى جد قريب من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 35، عندما مرّر بونجاح العائد إلى التشكيلة الأساسية بعدما غاب أمام المغرب بسبب الإصابة، نحو براهيمي الذي سدّد كرة صدّها الحارس القطري دون صعوبة كبيرة. وتسبّب بونجاح في مخالفة جيدة لصالح "الخضر" في الدقيقة 38، على بعد سنتيمترات عن منطقة العمليات، لكنها لم تأت بأي جديد في النتيجة، لينتهي الشوط الأول كما بدأ سلبي النتيجة. وعكس الشوط الأول، دخلت العناصر الوطنية الشوط الثاني بقوة حيث استمرت في فرض سيطرتها إلى أن افتتح بن عيادة باب التسجيل في الدقيقة 59 بتسديدة من خارج منطقة العمليات لمست رأسية بلعمري، وانتهت في الشباك، إثر ركنية نفذها الفنان براهيمي. بعد هذا الهدف، وتحت شعار أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم، استمر "الخضر" في الاستحواذ على وسط الميدان ومواصلة الهجوم، لكن إصابة بونجاح أرغمت الناخب الوطني بوڤرة على إقحام المدافع تاهرات لتعزيز الدفاع. وكاد بن دبكة أن يسجل ضد مرماه في الدقيقة 71 عندما حاول إبعاد الكرة، لكن لحسن حظه جانبت مرمى مبولحي بقليل. وكاد الحكم البولوني مارسينياك أن يخرج المباراة عن إطارها الرياضي عندما أضاف 9 دقائق كاملة وسط دهشة واحتجاج الطاقم الجزائري، حيث مكّنت هذه الدقائق المعز من تعديل النتيجة لقطر برأسية في الدقيقة 90+7 رغم قيام لاعب قطري بخطأ على بلعمري، وهو ما استفز كثيرا رفقاء براهيمي الذين كادوا أن يقعوا في المحظور، لكنهم سرعان ما تحكّموا في أعصابهم، ليستدرك الحكم خطأه إن صح القول، ويمنح ضربة جزاء شرعية للجزائر بعد عرقلة براهيمي داخل منطقة العمليات، تولى تنفيذها بلايلي الذي أخفق أمام تصدي الحارس سعد الشيب، لكن الكرة عادت لنجم "الخضر" الذي أسكنها الشباك القطرية، مانحا الفوز والتأهل للجزائر في مباراة مثيرة فاقت كل التوقعات من حيث الأحداث بسبب تحكيم مثير للجدل، قبل عام من المونديال الذي سيقام على الأراضي القطرية. وسيواجه المنتخب الوطني نظيره التونسي في النهائي يوم السبت المقبل، فيما سيقابل القطريون نظراءهم المصريين في المباراة الترتيبية، بعدما تغلبت تونس على مصر في نصف النهائي الأول أمس (1-0). الأفراح تعمّ المدن الجزائرية مباشرة عقب اللقاء، انطلقت الأفراح لتعمّ كل المدن الجزائرية، حيث خرج الجزائريون كعادتهم ليعبروا عن فرحتهم عقب هذا التأهل الصعب والمثير الذي جلبه رفقاء بلايلي، في انتظار الفرحة الأكبر بالتتويج بالكأس العربية يوم السبت إن شاء الله.