تسجّل الجزائر ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأسابيع الأخيرة من السنة الماضية فيما يتوقّع مختصون ارتفاع هذا العدد خلال الأسابيع القليلة المقبلة بسبب دخول المتحوّر الجديد أوميكرون إلى الجزائر والذي أصبح يمثّل 10 بالمائة من الحالات في حين يمثّل متحوّر دالتا 80 بالمائة في عدد الإصابات المسجّلة بمختلف المستشفيات الجزائرية. تعرف الجزائر ارتفاعا تصاعديا مخيفا في عدد الإصابات بكوفيد 19 بسبب عدم تمكّنها من تحقيق المناعة الجماعية التي تستلزم تلقيح ما يقارب 50 بالمائة من الساكنة، ورغم الحملات التوعوية التي صاحبت كل حملات التلقيح التي قامت بها الحكومة في الجزائر إلا أن المواطن أصبح يتخوّف أكثر من أي وقت مضى من التلقيح بسبب الهجمات الشرسة التي تتلقاها حملات التلقيح من هنا وهناك بغرض إحباط المعنويات وزرع سياسة الفشل واليأس لدى المواطنين. وهو ما أجبر السلطات العمومية إلى اعتماد الجواز الصحي للتلقيح في عديد الأماكن العمومية على غرار الملاعب، وكذا فرضه كشرط لدخول التراب الوطني ومغادرته، وكذا للولوج إلى التظاهرات الرياضية والثقافية وقاعات الحفلات، على أن يتم توسيعها لتشمل فضاءات وأماكن ومبان أخرى مخصّصة للاستعمال الجماعي أو التي تستقبل الجمهور، حيث تقام المراسم والحفلات والفعاليات ذات الطابع الثقافي أو الرياضي أو الاحتفالي. ويأتي هذا الإجراء الإستباقي الوقائي لتفادي بلوغ الذروة في عدد الإصابات والوفيات مثلما كان عليه الحال في الصائفة الماضية أين سجّلت الجزائر أرقاما مخيفة بسبب المتحور دالتا الذي أودى بحياة الكثير من الجزائريين، ولهذا شدّدت اللجنة الوزارية للفتوى على ضرورة العودة الصارمة إلى الأخذ بكل أسباب الوقاية من فيروس كورونا عن طريق استعمال القناع الواقي والتباعد الجسدي والحرص على النظافة. وأكدت اللجنة الوزارية في بيان لها، أن الإجراء جاء بالنظر إلى التطور الملفت للوضعية الوبائية لجائحة كورونا. في ظل الموجة الخطيرة التي تعرفها مناطق كثيرة من العالم، وحتى الجزائر يمكن أن تتعرض لذلك. إذا لم نأخذ بأسباب الحذر والوقاية، ولم نحسن الاستفادة من التجارب السابقة، كما أوضحت، اللجنة أن النصوص التشريعية وقواعدها ومقاصدها تدل على ضرورة الأخذ بتلك الإجراءات الاحترازية المتخذة لا سيما الفضاءات العمومية، وهو أمر لا يجوز الاستهانة به لأنه من الحدود التي لا يجوز التعدي عليها. كما شددت على المصلين والقائمين على المساجد أن يعودوا إلى تجسيد ذلك المستوى الحضاري الراقي من الإلتزام الصارم بالإجراءات الوقائية، الذي عرفته المساجد سواء في صلاة الجمعة أو الجماعة أو بيوت الوضوء، وسائر المرافق المرتبطة بها، كالتباعد الجسدي، وارتداء القناع الواقي، واستعمال السجادات الشخصية، والأخذ بأسباب النظافة، وسائر طرق الوقاية وأسبابها، كما ينبغي العمل بتوجيهات المصالح الطبية في الجزائر وفي العالم. والإقبال بكثافة على استعمال اللقاح لأنه أمر ضروري لتحقيق المناعة الجماعية، فإن أحكام الشريعة الإسلامية تأمر بالتّداوي. وحذرت اللجنة من صناعة الإشاعات ونشرها وتداولها، فإن ذلك من دواعي الفتنة والإرجاف ، ونهى ديننا الحنيف عن ذلك، وفي المقابل لابد أن تؤخذ المعلومات من مصادرها المؤكَّدَة الموثوقة، ولا يجوز أخذها من المصادر المشبوهة الأخرى. وبالإضافة إلى كل حملات التلقيح التي عرفتها بعض المؤسسات العمومية والخاصة وحتى الجامعات ومعاهد التكوين، نظّمت وزارة التربية الوطنية حملات تلقح خاصة بالمدارس وخصّصت الأسبوع الأخير من الفصل الأوّل لتلقيح السلك المدرسي من معلمين وإداريين، وتتواصل العمليّة ف شطرها الثاني والثالث خلال هذه الأيام إلا أنها لم تجد إقبالا كبيرا من قبل الأساتذة والعاملين بالقطاع التربوي، وذلك رغم خرجات المسؤولين في كل مرّة للتأكيد بضرورة التلقيح باعتباره السبيل الوجيد للوقاية من فيروس كورونا. ورغم تأكيد العديد من المختصين في قطاع الصحة على ضرورة الذهاب نحو إجبارية التلقيح إلا أن السلطات العمومية وإلى غاية اليوم جعلت من عملية التلقيح اختيارية وليست إجبارية، وهو ما استبعده رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون في آخر حوار جمعه مع الصحافة، حين أكّد عدم الذهاب نحو إجبارية تلقيح المواطنين، ليبقى التلقيح الخيار الوحيد للخروج من الأزمة الصحية التي تعيشها الجزائر على غرار عديد دول العالم. ك.ح