تبقى النسخة ال 33 لكأس الأمم الإفريقية الجاري وقائعها اليوم بالكاميرون، من أضعف الدورات الإفريقية لما تحمله من السلبيات والعيوب والنقائص قللت من شأن البطولة وجعلتها في الكثير من الأحيان أضحوكة لدى الصحافة العالمية المتابعة لهذا العرس الإفريقي الكروي والتي وصفت هذه الطبعة بالأسوأ في تاريخ مسابقات «الكاف» ولا يكاد يمر يوم إلا تطل مفاجأة غير سارة ، كيف لا ومعظم المنتخبات ال24 المشاركة في البطولة عاشت مواقف محرجة تجاوزها الزمن واليوم نحن في عصر التكنولوجيا والعصرنة إلا أن مسيري الكاف وحتى الإتحاد الكاميروني نقلوا للعالم صورة قاتمة عن القارة السمراء بسبب هذا التنظيم العشوائي فحت دول أمريكا اللاتينية تعيش نفس الظروف التي تعيشها غالبية الدول الإفريقية إلا أنه لم يسبق وأن حدثت تلك التجاوزات التي تشهدها كأس الأمم الجارية حاليًا بالكاميرون، ويكون هذا التنظيم الكارثي فرصة حجج كافية للأندية الأوروبية لعدم تسريح لاعبيها المحترفين بأنديتها، وحتى الفيفا سترضخ لفرق القارة العجوز التي من المؤكد أنها ستضع شروط تعجيزية مستقبلا مقابل تسريح اللاعبين للمشاركة مع منتخباتها، وبهذا تكون هيئة إيتو صامويل قد ساهمت بطريقة أو بأخرى في تقليل من شأن التظاهرات الإفريقية على المستوى العالمي. المنتخب الجزائري واجه ظروفا صعبة قبل مغادرة الكاميرون عاش عدد من لاعبي المنتخب الجزائري ظروفاً صعبة في مطار «دوالا» وذلك بعد أن كانوا على موعد مع العودة إلى نواديهم، إثر تأكد خروج «الخضر» من بطولة كأس أمم أفريقيا 2021 المقامة حالياً في االكاميرون ومباشرة بعد نهاية مباراة ساحل العاج، غادر 19 لاعباً من بعثة المنتخب الجزائري، الذين حضروا فوضى تنظيمية عارمة في مطار دوالا، وفي غياب المرافقة الأمنية وكذلك مسؤولين من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وهو ما طرح الكثير من علامات الاستفهام.وأظهر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي غياب التنظيم في هذه الرحلة، إذ عالج نجم مانشستر سيتي رياض محرز بنفسه إحدى المشاكل التي واجهته بخصوص تذكرة السفر، في وقت استغل بعض الغرباء ذلك للاقتراب من اللاعبين ومحاولة أخذ صور تذكارية، من دون مراعاة الاحترازات الصحية والمشاكل التي قد يُسببها فيروس كورونا من هذه الاحتكاكات. صعوبة التعامل مع الوباء وقلة إمكانيات العلاج صحيح أن الوباء يجتاح العالم وأن الظروف الصحية على مستوى المعمورة لا يختلف من بلد إلى آخر، لكن في مثل هذه التظاهرات يعتمد القائمون على إجراءات وقائية كبيرة، فقد شهدنا من قبل كأس أمم أوروبا في الصائفة المنصرمة والتي نظمت بين 11 دولة وبحضور الأنصار ولم تشهد إصابات على مستوى اللاعبين، عكس ما حدث في هذه الدورة فقد نسمع يوميًا عن إصابات للاعبي المنتخبات بالوباء مثلما هو الحال بالنسبة للمنتخب التونسي الذي يتواجد ستة لاعبيه في الحجر الصحي، فيما هناك حديث عن إرتفاع نسبة المصابين على مستوى البعثات والمنتخب، مما جعل بعض مدربي الأندية تطالب محترفيها المصابين بالكوفيد وحتى الإصابات الأخرى بالعودة مثلما كان الحال ل «بواتينغ» نجم أرسنال ومنتخب غانا، حيث طالبه ناديه الإنجليزي بمغادرة الكاميرون وإكمال العالج بعيادة النادي الإنجليزي، وذلك خشية من مضاعفات الإصابة من جهة وكذا حرصًا من النادي الإنجليزي على تعافي لاعبها بسرعة، وهو ما حصل حيث تشارك بواتينع سهرة الخميس مع ناديه أرسنال بالدوري الإنجليزي.. مشكلة التحكيم وفضيحة مباراة مالي - تونس ..وصمة عار على المنظمين المشكلات امتدت وتوسعت ووصلت حتى إلى داخل البطولة نفسها على مستوى التنظيم، إذ شهدت عدة مباريات وقائع مثيرة سببت حرجاً بالغاً للدولة المضيفة وللجهات المنظمة للبطولة، ففي حادثة غريبة ونادرة، أطلق حكم مباراة تونسومالي الزامبي جاني زيكازوي صافرة النهاية قبل الدقيقة تسعين، ما أثار غضب منتخب «نسور قرطاج» الذي كان يبحث عن هدف التعادل في مدينة ليمبي في الكاميرون ضمن منافسات الجولة الاولى من المجموعة السادسة، والواقعة أثارت غضب الجهاز الفني التونسي واللاعبين واقترب المدرب منذر الكبيّر من الحكم مشيرًا الى ساعته وكأنه يقول له إن الوقت لم ينته بعد، لكن من دون جدوى، قبل أن يخرج الطاقم التحكيمي بمرافقة أمنية. كرات من النوعية الرديئة ولا تحمل أي تسمية ترسخ الدورة وعلى غير العادة فقد عودتنا النسخ الفارطة تقديم كرة الدورة التي حملت أسماء الدورات وكذا كانت ترمز لتقاليد البلد المنظم، وهو ما لم يحدث بالكاميرون حيث تمت الإستعانة بكرات مجهولة الهوية ولم يتم الإعلان عن مصدرها أو نسب الشركة التي تكفلت بتوفيرها، وهو ما يكشف ردائتها من خلال مباراة مصر ونيجيريا، أوقف الحكم الغامبي باكاري غاساما اللعب عدة مرات بسبب عدم صلاحية الكرات المستخدمة في اللقاء. وبدا أن ضغط هواء الكرات ليس كافياً، ليضطر غاساما لتغيير 3 كرات في غضون 23 دقيقة خلال المباراة التي جرت بمدينة جاروا. أرضيات الملاعب كارثية وملعب جابوما سيبقى راسخًا في الاذهان الأكيد أنه في بعض الدورات السابقة التي أجريت بأدغال إفريقيا شهدت بعض المشاكل على مستوى الملاعب، وقد حدثت مشاكل في الدورة التي إحتضنتها زامبيا سنة 2013 بعدما إعتذرت المغرب عن تنظيم الطبعة ال 29 والجميع يتذكر سقوط العارضة في مباراة المنتخب الجزائري ضد منتخب زيمبابوي في طبعة ال 30 بغينيا الإستوائية، فيما شهدت الطبعة الحالية ملاعب الأسوء من تلك، ولعل ملعب جابوما سيبقى راسخًا لدى الجماهير الجزائرية، فقد كان سببًا رئيسي من مجمل أسباب الإقصاء، فيما رفعت المنتخبات المشاركة شكوى بشأن تردي أرضيات الملاعب التي تقام عليها المباريات، وكذلك ملاعب التدريبات التي تشبه الساحات المدرسية، وهذا من شأنه أن ينعكس على اللاعبين ويسبب لهم أضرارا وإصابات وكدمات خطيرة قد تبعدهم عن الملاعب فترات طويلة