على الرغم من الحملات التحسيسية و التوعوية التي ما فتئت مختلف المصالح الأمنية تنظمها عبر مختلف الدوائر التابعة لولاية عين تموشنت، إلا أن جنون سائقي الدراجات النارية عبر الطرقات وعلى الأخص بطرقات البلديات الساحلية "الكورنيش" يزداد يوميا دون مراعاة أدنى شروط الوقاية، مخلفين بذلك أرقاما مخيفة في حوادث المرور التي يرتفع مؤشرها حسب إحصائيات مختلف الأجهزة الأمنية خلال فترة الصيف وبالضبط ببلدية بني صاف التي تعد النقطة السوداء لهذه الظاهرة، حيث تقوم مجموعات من الشباب المتهور بالخروج أمام الملأ في أسراب بحثا عن المتعة المحفوفة بخطر الحوادث التي تنجر عنها في بعض الأحيان حالات موت وأخرى إصابة بجروح خطيرة قد تصاحب الجريح مدى الحياة، حيث سجلت ذات المصالح مؤخرا 189 حادث مرور تسببت فيه الدراجات النارية بطرقات الولاية . وتعتبر بني صاف عينة حية لهذه الظاهرة حسبما أكدته رئيسة جمعية حماية البيئة السيدة زهيرة رفقة ممثلين عن الأحياء، مما جعل السلطات المعنية ومنها المصالح الأمنية تدق ناقوس الخطر، وتقوم بعدة حملات تحسيسية عبر مختلف الطرقات المؤدية للشواطئ وأخرى تقع بالنسيج الحضري، وعلى مستوى بلدية عين تموشنت و ضواحيها على مدار السنة، ولم تستثن هذه الظاهرة الأحياء الشعبية التي يحبذ شبابها وحتى الأطفال المتعطشين للمغامرة جمع أموال لشراء دراجة نارية من نوع "سكوتار "، دون مراعاة أدنى شروط السلامة أثناء السياقة، ومنهم من لا يضع حتى الخوذة، وهو الأمر الذي تلح عليه السلطات المعنية بالحملات التحسيسية والتأكيد على النقطة المحورية المتمثلة في الإصابة بمخاطر عديدة على مستوى الرأس أثناء السياقة بدونها، مؤكدين أن ظاهرة ركوب الدراجات النارية أخذت منعرجا خطيرا بعين تموشنت، وتحتدم خطورتها خلال فصل الصيف وشهر رمضان، فتعكر هذه الظاهرة السهرات الرمضانية بسبب تهور الشباب في الخروج ليلا للسهر في أماكن عادة ما تكون بعيدة عن منازلهم.