بات تناول موضوع الإنتشار الخطير للدراجات النارية أكثر من ضروري، وذلك بالنظر إلى الخطورة التي أصبحت تشكلها هذه الناقلات على الصحة العامة، بسبب اللامسؤولية التي أصبحت السمة الغالبة على جل من يقتنونها، وكل همهم هو الزيادة في السرعة والمناورات الخطيرة، ما أدى إلى هلاك عدد كبير من الشباب في عمر الزهور منهم على سبيل المثال لا الحصر 15 واحدا لقي حتفه في وهران في الوقت الذي أصيب 50 آخرون بالإعاقة خلال سنة واحدة فقط، في الوقت الذي حصدت فيه "الموطو" ما لا يقل عن 19 قتيلا وأصابت 635 شخصا بجروح من خلال 83 حادث مرور بالدراجات النارية بسعيدة، وتسببت "الترتارة" في مصرع 6 أشخاص في السداسي الأول من السنة المنصرمة بالشلف، وحالتي وفاة بالبيض. -وعلى الرغم من العقوبات الردعية التي وصلت إلى إحالة 500 سائق دراجة نارية أمام مجلس قضاء وهران لإرتكابهم مخالفات مرورية وحوادث مادية وأخرى مميتة، و150 آخر لم تثنهم إجراءات الحجر الصحي عن الخروج إلى الشارع في خارج الأوقات المسموح بها إلا أن هذا يعتبر غير كاف في نظر العديد من المواطنينن الذين يرى الكثير منهم ضرورة تحيين القوانين للردع، والرفع من الحملات التوعوية للحد من الظاهرة، أمام التزايد المرعب في حوادث الدراجات. وكان السيد بن جيلالي محمد محافظ الشرطة بأمن ولاية غليزان قد أكد للجمهورية بأن الحملات التي يقومون بها يراعون فيها الجانب التحسيسي أكثر من الردع، محملا الأولياء جانبا من المسؤولية، بينما يضيف الدكتور شاقور الحاج وهو طبيب رئيسي بالحماية المدنية لغليزان للجمهورية بأن تعلم تقنيات الإسعافات الأولية مهمة في حماية الضحايا، خاصة وأن الكثير من المواطنين يحاولون تقديم المساعدة، التي كثيرا ما تشكل خطرا على المصاب، ومع ذلك يحذّر الملازم بلهادف رئيس خلية الإتصال بالحماية المدنية لعين تموشنت من المتعة النرجسية التي كثيرا ما تتحول إلى مأساة مجتمعية، وهو ما يؤكد عليه السيد نورالدين موفق رئيس جمعية طريق السلامة مكتب سيدي بلعباس الذي يضيف أنه في كل 100 حادث يقع نجد أن 20 منها سببها الدراجات النارية، ولهذا يطالب المختص في السيوسيولوجيا رضا بن تامي للجمهورية بضرورة وقف استيراد الدراجات المرفوضة عالميا، لأنها أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على أبنائنا.