أضحى الارتفاع الجنوني لأسعار الخضر والفواكه من الأخبار التي لم تعد تؤرق المواطن ولا تجلب اهتمامه، بقدر انشغاله بمدى تحرك السلطات لردع من يقف وراء هذه الزيادات الفاضحة وغير المبررة من المضاربين، وسعيها إلى كسر الاحتكار وضبط الأسعار من جديد للحفاظ على القدرة الشرائية لهذا المواطن المغلوب على أمره. وقد سئم «شعيب الخديم « من الأخبار المتداولة من هنا وهناك عن الزيادات غير القانونية في الخبز والحليب والمواد الغذائية الأكثر استهلاكا، بعيدا عن اللحوم والأسماك التي أصبح يحتفظ عنها بالذكريات الجميلة وفقط في عقله الباطني –اللاشعور-، حتى أنه لم يعد يعيرها أي اهتمام، بعدما كانت في سنوات ماضية أي زيادة –رسمية-، مبررة الموضوع الرئيسي للحديث الذي يجمعه بالأهل والأصدقاء وزملاء العمل، ففي هذه الفترة بالذات يترقب المواطن البسيط الإجراءات المتخذة من قبل المسؤولين، وخاصة على المستوى المركزي لوضع حد لجشع التجار والمضاربين، لا سيما وأن شهر رمضان على الأبواب، وما اقترن بهذا الشهر الفضيل من سلوكيات لا تمت له بصلة، كيف لا ووفي هذا الشهر بالذات من كل سنة يتكالب التجار من عديمي الضمائر على المواطن..غلاء فاحش للخضر والفواكه واللحوم الطازجة منها والمجمدة، ناهيك عن الحليب ومشتقاته، المهم لا رحمة في شهر الرحمة، وبما أن «العام يبان من خريفه» فإن مخاوف المواطن البسيط تزداد هذه المرة، خاصة وأن الغلاء الفاحش –كشر عن أنيابه – قبل رمضان ببضع أسابيع فقط.