تعرف غالبية المقابر المتواجدة بعاصمة ولاية مستغانم و ببعض البلديات الأخرى، تشبعا كبيرا بعدما ضاقت بالموتى، لاسيما في ظل أزمة انتشار وباء "كورونا"؛ حيث أضحى من الصعوبة العثور على مساحة مخصصة للدفن ، و كثيرا ما اضطر اغلب العائلات إلى دفن موتاها بنفس القبر الذي دُفن فيه أحد أفراد العائلة في وقت سابق. نتيجة التشبع الذي تشهده مختلف الفضاءات المخصصة لهذا الغرض، حيث فاقت طاقة استيعابها ، ولم يبق منها أي مساحة لدفن أموات جدد. و هو ما أشارت إليه اللجنة الأمنية التي عقدت اجتماعها منذ أسبوعين بمقر الولاية أين تحدثت عن تشبع المقابر المتواجدة ببعض مناطق بلدية مستغانم و شدّدت على ضرورة تشييد مقابر جديدة لدفن الموتى. مقابر عاصمة الولاية متشبعة و أخرى مهمشة لم تكن أزمة الدفن مطروحة بهذه الحدة،بعاصمة الولاية في العقود الأخيرة من الزمن إلا أنه في الوقت الحالي و مع الوضعية الوبائية التي تعرفها البلاد بسبب انتشار "كوفيد-19"، أضحى الأمر صعبا للغاية، و يتطلب، حسب بعض السكان ، استحداث مقابر جديدة، لاسيما بعد امتلاء معظم الموجودة عن آخرها، أمام تزايد الكثافة السكانية في كل عام، وقلة مثل هذه الفضاءات الضرورية؛ و كشفت جولة استطلاعية للجمهورية بعدد من المقابر ببلدية مستغانم ، عن تشبع بمقبرة بن حوى المحاذية لحي 05 جويلية التي عرفت ضغطا كبيرا في السنوات الأخيرة و لم تعد تتوفر على مساحات للدفن، التي تقلصت مع مرور الزمن ؛ ما دفع بعائلات الموتى إلى البحث عن مقابر أخرى لجنائزهم ، فيما ذهب البعض الآخر لإعادة فتح قبور أفراد الأسرة، من أجل الدفن فيها مرة أخرى. إلى جانب ذلك أضحت مقبرة حي الوئام على وشك التشبع شانها شان مقبرة تيجديت هذه الأخيرة تعاني من تهميش ساهم في تدهورها. تعليمات بتوسعة مقبرة مزغران أما مقبرة بلدية مزغران غرب مستغانم تعاني من الاكتظاظ قبل انتشار الوباء و كثيرا ما قام السكان بوقفات احتجاجية أمام السلطات البلدية للمطالبة بحل معضلة دفن موتاهم حيث ذكر بعضهم للجمهورية أنهم يضطرون لأخذ موتاهم إلى خارج البلدية و قطع مسافات طويلة نحو مقابر أخرى لدفن أفراد عائلاتهم المتوفين مع تحمل المشقة من اجل الحصول على مساحة مخصصة هناك. و أمام هذه المشكلة أصدرت السلطات الولائية تعليمات بتوسعة مقبرة مزغران حتى يتمكن الأهالي من دفن موتاهم بالبلدية التي يقطنون بها بدلا من التنقل لمسافات بعيدة لهذا الغرض. عدم استحداث مقابر جديدة وراء الضغط و أرجع بعض حفاري القبور في حديث مع الجريدة، سبب امتلاء مقبرة مستغانم إلى ارتفاع عدد الموتى خلال الأوضاع الأليمة التي عاشتها البلاد بسبب موجة كورونا؛ الأمر الذي أدى الى تزايدُ عدد الموتى خلال هذه الفترة، و الذي نتج عنه تشبّع المقبرة.فكل القبور متلاصقة، ولم يعد هناك مسالك ترابية للمشي فيها للوصول إلى الزوايا الأخرى من المقبرة. و اكدوا ان بعض العائلات التي سبق لها أن دفنت موتاها بذات المقبرة، هي من تستطيع دفن موتاها الجدد عن طريق إعادة فتح القبر، الذي سبق لها أن دفنت فيه أحد أفراد عائلتها، وذلك بما يسمح به القانون؛ إذ يجب أن يمر على دفن أحد الموتى بقبر، وإعادة فتحه مرة أخرى بعد 5 سنوات و يوم واحد، وهذا بموافقة أهل المعني بالأمر، مشيرين أن مشكل الاكتظاظ الذي تعرفه مختلف المقابر بمستغانم مشكل قديم. و ان السلطات المعنية لم تفكر في فتح مقابر جديدة لاستيعاب عدد الموتى، حيث توجد نفس المقابر التي فُتحت في الستينات مازالت إلى يومنا هذا نفسها.