كنت قد تطرقت في رأي ح(ا)ر سابق إلى ظاهرة انعدام النظافة بمحلات الأكل السريع والتي تقدم لزبائنها وجبات مسمومة، حيث قامت مديرية التجارة مؤخرا خلال خرجاتها التفقدية الميدانية باكتشاف مواد غذائية منتهية الصلاحية غير صالحة للاستهلاك البشري كانت تُعرض على المواطنين بمختلف محلات الأكل السريع، وحتى بعض المخابز أين تم اكتشاف فضلات الفئران بمادة الفرينة الأساسية في صنع الخبز والحلويات، ناهيك عن الحشرات بمختلف أنواعها الزاحفة منها والطائرة والتي اتخذت من هذه المحلات مسكنا لها. لكن الأمر المستجد وما فاجأ الوهرانيين أكثر من تلاعب هذه المحلات بصحة المواطنين هو اكتشاف فنادق فخمة ذات 4 و5 نجوم تقدم لزبائنها مواد غذائية منتهية الصلاحية، وانعدمت بمطابخها أدنى شروط النظافة والتي تُفرض على هذا الصنف من الفنادق التي من المفروض أنها تستقبل فئة معينة من الزبائن والذين يعتبر أغلبهم رجال أعمال أجانب يزورون وهران من أجل عقد صفقات تجارية واقتصادية هامة. وبهذا يضرب القائمون على هذه الفنادق "5 سموم" عرض الحائط أدنى أسس وقوانين سلامة صحة الزبائن ووضعت الجانب التجاري الربحي أول أولوياتها حتى وإن اقتضى الأمر التسبب في تسممات غذائية للزبون والتي قد تودي بحياته. وهنا يجب أن نقول أنه يتوجب إعادة النظر في معايير منح النجوم للفنادق والمطاعم الفاخرة والتي تستقبل وزار عاصمة الغرب الجزائري من دول أجنبية بحكم أن وهران عاصمة اقتصادية وتجارية تستقطب المستثمرين الأجانب الذين يستقرون في فنادقها لفترات طويلة من أجل إبرام وتجسيد الصفقات التجارية. فكيف للتحايل على الصحة أن يطال حتى الفنادق والمطاعم الفخمة التي من المفروض أنها تحترم معايير دولية للسلامة الصحية واستقبال الزبائن، وبهذا يكون الربح المادي هو الهدف الأسمى لها، دون الأخذ بعين الاعتبار صحة وسلامة الزبون وتدنس صورة وهران عروس البحر المتوسط.