لا تكاد تخلو مجالس الوزراء التي يترأسها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من عروض متعلّقة بقطاعات تهتم بالمواطن بصفة مباشرة بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه السيد الرئيس للمواطن باعتباره الخالق للثروة والمحرّك الأساسي للاقتصاد الوطني، حيث ألحّ السيد الرئيس خلال آخر مجلس وزراء عقده أوّل أمس، على ضرورة إزالة كل العقبات المتعلّقة بالمشاريع الاستثمارية العالقة والتي من شأنها توفير مناصب الشغل وإعطاء حركية أكبر للعمل الصناعي بالإضافة إلى تأكيده على وجوب التكفّل الأمثل بالمرضى داخل المستشفيات ومد خطوط السكة الحديدية لولايات الجنوب من أجل فك العزلة على المناطق الصحراوية. وكشف وسيط الجمهورية، أول أمس، خلال العرض الذي قدّمه أمام مجلس الوزراء، عن رفع القيود عن 18 مشروعا استثماريا إضافيا ودخول 21 مشروعا آخر، حيز الاستغلال، وهو ما سمح إجمالا بدخول 431 مشروعا استثماريا، حيز الاستغلال، مقارنة بالوضعية التي تم تقديمها، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير والتي كانت 410 مشروعا، ممّا خلق 1083 منصب شغل إضافيا، علاوة على تنصيب خلية اليقظة لمنع استيراد المواد المنتجة محليا، حمايةً للصناعة الوطنية. وكلّف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الوزير الأول بالتنسيق بين وزير المالية ووسيط الجمهورية، لإنهاء آخر ملفات الاستثمارات العالقة، في أقرب وقت ممكن، من خلال إزالة آخر العقبات أمامها، ولا سيما البنكية منها، وكذا تحضير تقرير نهائي، حول خارطة المشاريع الاستثمارية، التي رُفعت عنها القيود في كل ولايات الوطن، وفق إحصائيات دقيقة، لمجال التخصصات ومناصب الشغل المستحدثة. وهو ما يبرز الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لمسألة إزالة العراقيل أمام المستثمرين، من خلال متابعته الشخصية لمثل هذه التقارير التي تصله يوميا من الولايات، والتي من شأنها رفع الغبن على المستثمرين من جهة وكذا على المواطنين من جهة أخرى من خلال توفير مناصب العمل وكذا إعطاء دفع وحركية للتنمية المحلية، خاصة إذا ما علمنا أن الجزائر تسير نحو تشجيع المنتوج المحلي للخروج من التبعية النفطية التي أدخلتها في سبات اقتصادي تحاول جاهدة الاستيقاظ منه. كما أمر السيد الرئيس من جهة أخرى، وزير النقل بمد خطوط السكة الحديدية وتوسيع شبكتها من الشمال إلى الجنوب الكبير، بين العاصمة وتمنراست وأدرار، طبقا لبرنامج السيد الرئيس الانتخابي ، وهو ما من شأنه فك العزلة على عديد المناطق التي سيعبر عليها خط السكة الحديدية من جهة وكذا إعطاء فرص أخرى للمواطنين في الجنوب للتنقل بكل أرياحية للشمال عبر القطار بدلا من الطائرة التي غالبا ما تكون أسعارها باهضة وليست في متناول الجميع. مشاريع أخرى لا تقل أهميّة من سابقاتها والمتعلّقة بقطاع السكن، حيث أمر السيد الرئيس بإطلاق دراسات تقنية فورية من خلال مكتب دراسات، للتخطيط، بهدف الشروع في تجديد الواجهة البحرية للعاصمة، وتحديث النسيج العمراني، لكل من سكيكدة وعنابة وقسنطينة ووهران، باعتبارها تمثّل وجهة مهمّة للسياحة في الجزائر من جهة وكذا بسبب اهتراء وقدم أغلب البنايات بهذه المناطق بالنظر لكونها من المدن الكبرى وتعرف كثافة سكانية كبيرة، وهو ما سيسمح بإعطاء وجهة جديدة لهذه الولايات. كما لم يغفل السيّد الرئيس، عن اهتمامات الجالية الجزائرية في الخارج، خاصة ما تعلّق بالجانب الاجتماعي، وذلك بعد اللقاء الذي جمعه بهم مؤخرا في كل من تونس، مصر، قطر والكويت، من بين هذه الانشغالات مسألة استفادتهم من التقاعد. في قطاع الصحّة، أكد السيد رئيس الجمهورية على الاستعدادات لبناء مستشفى عصري، بشراكة جزائرية- قطرية- ألمانية، وهو ما من شأنه رفع الغبن على المواطن الذي أصبح لا يجد ضالته بالمستشفيات لسبب أو آخر، مبرزا، ضرورة إقرار نظام تسيير حديث، داخل المستشفيات، يُولي أهمية للخدمات الاجتماعية الاستشفائية، يتجاوب مع تطلعات المواطنين، وكذا حماية الأمن الصحي وإيجاد صيغ جديدة للتعاون، في مجال التكفل الطبي ببعض الحالات، التي يصعب علاجها، وهذا من خلال، استقدام أطباء، ضمن بعثات طبية من دول متطورة جدا، لاستفادة أكبر عدد من المرضى، واكتساب الخبرة.