محلية مثيرة تلك التي سيحتضنها ميدان أحمد زبانة بوهران وتجمع المولوديتين الوهرانية والسعيدية في مباراة يرتقب أن تشهد حماسا فياضا ما بين الفريقين في قمة أصحاب المؤخرة (إن صح التعبير) اللذان يبحثان عن الإنتصار في هذا الموعد لتعزيز الرصيد أكثر لأنهما يدركان أنه لا يسمح المجال من الآن فصاعدا لإهدار المزيد من النقاط. فأبناء المدرب السويسري سافوا ينطلقون مرشحين للظفر بنقاط هذه المواجهة من منطلق أنهم أصحاب الأرض والجمهور وهما العاملان اللذان يراهن عليهما الحمراوة لأجل تخطي عقبة منافسيهم والذين هم أيضا سيحضرون إلى الباهية وبرفقة كوكبة كبيرة من أنصارهم بما أن المسافة بين المدينتين قريبة ليكون بذلك عرسا كرويا بزبانة ما بين فريقين عريقين يكون شعار المواجهة بينهما الفوز للأحسن والأفضل وإطار الروح الرياضية العالية التي لطالما ميزت مباريات الناديين في سابق العهد، ولقاء اليوم يعتبر لقاء عاديا يندرج في إطار البطولة الوطنية المحترفة ولا يعد مهما للفريقين بقدر ما يهم أن تكون النزاهة والروح الرياضية هما الغالبان في هذا الموعد الرياضي بين ممثلي الجهة الغربية من الوطن. ومثلما قال رئيس المولودية السعيدية هذا الأسبوع لدى زيارته لجريدة »الجمهورية« أنه لا يجب إعطاء المباراة أهمية كبيرة فهي مهمة للفريقين هذا أكيد ولكن الفوز سيكون للأحسن واللقاء يلعب في الميدان وليس خارجه. تصريح رئيس المولودية خالدي يوحي بأن هناك أطراف تسعى لإشعال فتيل الشغب والعنف وأنها تريد الإستثمار في هذا اللقاء من أجل بث سمومها وجرّ الأنصار للخروج عن الروح الرياضية، وهو ما لا نريده خاصة وأن الدخول سيكون مجانيا هذه المرة وعلى الأنصار التعقّل وعدم الإنسياق وراء النداءات التي تحرض على العنف لأن هذا الأخير لا يأتي من ورائه إلا الشؤم ويكون وبالا على الفريق الذي هو ليس بحاجة لأن يلعب بقية أطوار المنافسة بدون جمهور لا قدر الله، وعليه المفروض على الأنصار التعقل ومناصرة فريقهم في الإطار المسموح به، دون الخروج عن الحدود، ولينظروا ما حدث مؤخرا بملعب 5 جويلية من عنف وشغب في مباراة إتحاد الحراش وإتحاد الجزائر، خراب كبير مسّ أكبر منشأة رياضية في الجزائر في صورة تأسف لها كل غيور على الكرة الجزائرية التي لا تزال تعاني من هذا الوباء الذي استشرى في كامل جسدها، وفشلت كل الحلول لإستئصاله. وعليه فإن مباراة اليوم بين المولوديتين يتوجب أن يتحكم فيها العقل وأن يكون التنافس الشريف في المستطيل الأخضر على وقع أهازيج وهتافات الأنصار كل طرف يسعى لتحفيز فريقه ودفعه للفوز بالمباراة.