لايزال مشكل تلوث مياه بحيرة التيلامين تطرح نفسها بإلحاح ولاسيما بعد التقرير المعد من قبل لجنة البيئة والري وحماية الغابات التي بدورها دقت ناقوس الخطر معلنة على أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الموقف. التقرير الذي قدم على طاولة نقاش المجلس الشعبي الولائي سبقته خرجات ميدانية الى المناطق الصناعية وفي مقدمتها المنطقة الصناعية لحاسي عامر الذي يضم 41 وحدة صناعية لمختلف النشاطات كالمنتوجات الغذائية والصناعة الإلكترونية والجلدية وغيرها وعلى هذا الأساس فإن هذه الوحدات قد تلفظ سموما مضرة بالاضافة الى الروائح الكريهة المنبعثة من قناة صرف مياه الأمطار من جراء تعفن المواد الدسمة هذه الروائح تشكل أهم مصادر التلوث الجوي بهذه المنطقة بالاضافة الى بعض الغبار الناتج عن مصانع الآجر والبلاط وإن كان المشكل الأكبر يتمثل في التلوث مياه بحيرة تيلامين، ويضيف التقرير على أن هذه الوحدات الانتاجية التي تمثل الصناعات الغذائية أو المعدنية وحتى الميكانيكية تطرح كميات كبيرة من الشوائب في الطبيعة وإن كانت قنوات صرف مياه الأمطار تصب بدورها في بحيرة التيلامين، أما بعض أصحاب المؤسسات الصناعية فقد قاموا بربطها مباشرة بقنوات الصرف الصحي، الامر الذي دفع بمصالح مديرية البيئة. وفي نفس الإطار فإن هذه الهيئة قد قامت بإجبار بعض أصحاب الوحدات الانتاجية على اتخاذ اجراءات خاصة والمتمثلة في تجهيز مصانعهم بمحطات معالجة لكن هي بدورها تحتاج الى مراقبة ولاسيما أن البعض منها قد تعطل. التقرير ليس خاصا بالمنطقة الصناعية لحاسي عامر وإنما ايضا بالمنطقة الصناعية للسانية التي تضم 131 وحدة مختلفة ومتنوعة من حيث النشاطات (منتوجات غذائية وتخزين ومصانع ذات اختصاصات متعددة). هذه المنطقة وعلى حسب أعضاء اللجنة لا تشكل مصدر كبير للتلوث ماعدا ثلاث وحدات يتعين على مديرية البيئة تشديد المراقبة عليها منها تلك المتخصصة في النسيج الصناعي الطبي وعلى حسب المعاينة فإن هناك تسرب مواد كيميائية غامضة اللون وهذا عبر قنوات صرف مياه الأمطار المفتوحة على الطلق والذي بات من الضروري تحليلها للتأكد من خطورتها من عدمها والثانية متخصصة لصناعة الدهانات. التقارير المطروحة أكدت على أن وضعية البيئة كارثية ولابد من تدارك هذا النقص واتخاذ اجراءات استعجالية لتفادي الكارثة. وإن كانت الحلول الموجهة تتمثل في وضع محطات خاصة لتصفية المياه التي تلفظها بعض المؤسسات التي حاليا تسمح بتسربها حرة في الطبيعة وأيضا مراقبة البعض منها بعدما تبين أنها معطلة. موضوع البيئة وكيفية المحافظة عليها أصبح من الاولويات التي يجب أخذها بعين الاعتبار والعمل على إيجاد حلول سريعة ولاسيما في المناطق الصناعية التي تضم عددا هائلا من الوحدات الانتاجية والتي يمكن أن تشكل خطورة كبيرة على مياه بحيرة تيلامين هذه الاخيرة تعد من المناطق الرطبة ومن أهم مناظر الطبيعة التي تعمل على التوازن البيئي بالدرجة الأولى.