لا تزال »عصابات النحاس« تتسبب بخسائر فادحة لمؤسسة إتصالات الجزائر بفعل السرقات المتكررة التي عرفتها عديد الأحياء في الآونة الأخيرة حيث كشفت مصادر من ذات المؤسسة أن الخسائر الناجمة عن هذه السرقات التي طالت الكوابل النحاسية قد تجاوزت 400 مليون دينار في الثلاثي الأول فقط من السنة الجارية بعدما تم تسجيل سرقة أزيد من 1 كلم من الأسلاك والكوابل الكهربائية والهاتفية وغيرها. هذا الأمر تسبب في عزل أكثر من 12 ألف مشترك بولاية وهران ويتعلق الأمر بكل من حي مولود فرعون (سيتي بيري سابقا) الذي استولى اللصوص عبره على 150 متر من الكوابل مما ضاعف معاناة السكان، إضافة إلى حي سان شارل إذ تم تخريب 800 متر مما تسبب في عزل 4500 مشترك إلى جانب حي حسن الجوار وشارع مستغانم وحي البحيرة الصغيرة الذي يفتقد عبره أزيد من 130 زبون لهذه الخدمة ناهيك عن حي »ليسكور« الذي عُزل فيه 100 زبون مؤخرا. وإن كان حال أحياء وسط المدينة أفضل نسبيا فإن الأحياء الواقعة بالبلديات النائية أصبحت في المدة الأخيرة تحت رحمة »عصابات النحاس« إذ لا يزال قسم واقع من أرزيو دون تغطية هاتفية منذ أشهر إلى جانب أحياء أخرى ببلدية المرسى الكبير التي عرفت سرقات متفرقة طالت 450 متر بخسارة مقدرة ب 8،93798 دج، أضف إلى ذلك منطقة الكرمة والسانية وبعض الأحياء ببلدية حاسي بن عقبة وحاسي مفسوخ. ورغم المجهودات الكبيرة لمصالح الدرك الوطني والشرطة التي أعلنت الحرب على هذه العصابات على مستوى المناطق الحدودية إلا أن نشاطها سرعان ما يعود لذروته نتيجة الشبكات المعقّدة للمهربين لهذا المعدن للخارج. وكانت إحصائيات سابقة قدمت خلال العام الفارط قد كشفت أن الظاهرة تسببت في خسائر إجمالية تجاوزت 12 مليار سنتيم فيما عزلت أحياء بأكملها لعدة أشهر على غرار حيّ الأمير عبد القادر بأرزيو ومنطقة كريشتل وغيرها في الوقت الذي لا يزال مشروع الهاتف الثابت اللاسلكي بديلا فعّالا للهاتف الثابت السلكي الذي يتطلب إستثمارات ضخمة بينما لا يتطلب مشروع الهاتف اللاسلكي سوى مراكز لتقوية البثّ والإستقبال مما يؤهله لاستخلاف الهاتف التقليدي الذي أصبحت منشآته القاعدية مستهدفة إضافة إلى الخسائر الكبيرة المسجلة سنويا جرّاء تخريبها.