هدد بعض القاطنين بحي 23 شارع لافوندري بالقصبة السفلى في العاصمة، بإضرام النار في أجسادهم في حال لم تلتفت السلطات لمطالبهم، وترحيلهم كباقي الأحياء القصديرية الأخرى. تعيش أزيد من 23 عائلة بشارع 12 لافوندري بالقصبة السفلى بالعاصمة منذ أكثر من 20 سنة، أوضاعا قاسية ومزرية للغاية أثقلت كاهلهم جراء غياب أدنى متطلبات الحياة بالحي؛ مما جعلهم يتخبطون في فوضى عارمة جراء مكوثهم في سكنات هشة لا تصلح للعيش البشري، ورغم الشكاوي والملفات العديدة التي قدمها هؤلاء المواطنون للسلطات المحلية والمعنية من أجل انتشالهم من التهميش والعزلة، وإنصافهم من خطر الأمراض وهاجس الموت الذي يحدّق بهم جراء خطر انهيار سكناتهم الهشة المشيّدة من الزنك والخشب، إلا أن الوضع لم يتغير، وبقيت ملفاتهم التي أودعوها منذ سنة 1987 عالقة. يتقاسم السكان العيش مع القوارض والجرذان وحتى الثعابين! حسب تصريحات المواطنين لنا، الأمر الذي زاد من قلق هؤلاء واستيائهم، والذي بات هاجسا نغّص عليهم راحتهم ونومهم. فعلا، إنه واقع مر وعصيب وقفت عليه »أخبار اليوم« أثناء زيارتها إلى المكان؛ حيث هدد بعض القاطنين بإضرام النار في أجسادهم بعدما ضاقوا ضرعا من وضعيتهم في حال لم يتم ترحيلهم كباقي الأحياء الفوضوية! وقال أحد المواطنين إنهم أبناء العاصمة أبا عن جد، وإنهم ليسوا بنازحين جدد فارين من بطش الإرهاب أو ما شابه ذلك، بل جذورهم متفرعة من العاصمة الأم، ورغم ذلك يعيشون حياة بدائية وحياة حيوانية لا تمتّ للبشر بصلة في مكان يدفعون الثمن لا لشيء سوى أن لا حول ولا قوة لهم ولا جاه ولا »معارف« لديهم، حسبهم. وأضاف ممثل السكان أن سكان الأحياء الفوضوية حديثة العهد تم ترحيلهم وهم لازالوا قابعين في وسط لا يصلح حتى للحيوانات! وأكد لنا هؤلاء القاطنون بالحي أن الظروف المزرية التي تعيشها تلك العائلات أثقلت كاهلهم، سيما بعد سياسة الصمت والتهميش الذي طالهم منذ عقود رغم الشكاوي المتكررة التي قُدمت على الصعيد المحلي والولائي، والتي طالب فيها سكان الحي بضرورة إيجاد حلول سريعة تنتشلهم من الفوضى التي يعيشونها منذ أكثر من 20 سنة. وقال المتضررون أنهم أودعوا ملفات للاستفادة من السكن الاجتماعي إلا أن الوعود التي يتلقونها في كل مرة لم تجسَّد في الواقع، لتبقى تلك العائلات تتخبط وتتذوق مرارة الحياة في ظل غياب أدنى متطلبات الحياة. وأضاف هؤلاء أن الأوضاع تأزمت وتضاعفت بعد أن عرفت تلك العائلات زيادة في عدد أفرادها، يتقاسمون غياب التهيئة من انعدام للماء والغاز وقنوات الصرف الصحي؛ مما اضطرهم إلى تشكيل مطامير انجر عنها انتشار روائح كريهة، ناهيك عن تلك الانقطاعات التي شهدها الحي في التيار الكهربائي طيلة أيام فصل الشتاء. ولإنهاء معاناتهم تناشد تلك العائلات التي تقيم بحي 12 شارع لافوندري السلطات المحلية والمعنية وعلى رأسها وزير السكن، من أجل انتشالها من مرارة الحياة، وذلك من خلال التعجيل في قرار ترحيلها والنظر في طلباتها والرد على ملفاتها، في ما يخص قضية استفادتها من سكنات لائقة.