تحوّلت ساحة 9 ديسمبر الواقعة وسط مدينة عين تموشنت خلال الأشهر الأخيرة مرتعا لكل أنواع القاذورات وملاذا للمتشردين والمنحرفين والسكارى. الساحة هي رمز ثوري لأحداث أرخت عبد التاريخ ويحملها الأجيال أبا عن جد بالجنرال ديغول الذي ألقى أول خطاب له حيث وقف بهذه الساحة معلنا أن الجزائر فرنسية لتنفجر قلوب الشباب وحناجرهم مرددين أن الجزائر جزائرية صانعين بذلك حدثا تاريخيا لهذا المكان الذي أصبح فيما بعد يحمل إسم هذا الحدث (9 ديسمبر). ثاني أهم حدث تاريخي هو الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأسبق الراحل أحمد بن بلة سنة 1963، حيث يروي بعض مَنْ عايشوا الحدث، أن الساحة التي كانت رمز لعين تموشنت كانت تعج بالشخصيات، التي قدمت من كل حدب وصوب ناهيك عن المواطنين الذين أرادوا أن يروا رئيسهم في هذه الساحة التاريخية. كما كانت الساحة أو أول مكان قام فيه رئيس بلدية عين تموشنت الفرنسي المنتهية خدماته مباشرة بعد حصول الجزائر على الإستقلال بتسليم المهام إلى أول رئيس بلدية جزائري للمدينة التي تبقى شاهدة على أحداث لا يمكن نسيانها بهذه الطريقة المزعجة والمنافية لأخلاقيات المجتمع التموشنتي. كما تبقى ساحة 9 ديسمبر ولحد الآن مكانا يتم فيه تجميع المجاهدين للإحتفال بالأيام الوطنية التاريخية. والزائر لعين تموشنت فإنه حتما سيتمر على هذه الساحة لأنها تقع في قلب المدينة، ولحد كتابة هذه الأسطر ما تزال زجاجات الخمر الكثيرة مرمية على جانبيها على أرضية أقل ما يقال أنها لا تناسب وقفة رجل من الرجالات التي مرت عليها. وقد اتصلنا منذ نهاية الأسبوع الماضي إلى غاية صباح أمس بالمسؤولين إلا أن الأمر تعذر علينا لعدم تواجدهم بمقر البلدية.