قالت ليبيا إن سيف الإسلام إبن العقيد الليبي السابق معمر القذافي يرفض تعيين محام ليبي للدفاع عنه في مواجهة اتهامات بالقتل والتعذيب خلال الثورة التي أطاحت بحكم والده. وقالت ليبيا في وقت سابق من هذا الشهر إنها ستستكمل خلال أسابيع التحقيقات مع سيف الإسلام، وطلبت من المحكمة الجنائية الدولية مرة أخرى إيقاف أمر تسليمه لها في لاهاي. وتتزايد الضغوط على طرابلس لتسليم المحكمة الجنائية الدولية سيف الإسلام إذ أن جماعات حقوق الإنسان تتشكك في أن يفي النظام القضائي الليبي بمعايير القانون الدولي. وقال إبراهيم الدباشي نائب سفير ليبيا في الأممالمتحدة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء إن القانون الليبي يمنع من مثول سيف الإسلام للمحاكمة من دون محام. وقال الدباشي: «يتصل هذا الأمر أساساً بسيف الإسلام القذافي الذي يرفض حتى الآن تعيين محام يدافع عنه. ومن ثم فإن الأمر ليس في يد السلطات الليبية ولكن في يدي المتهم نفسه، ولكن لا يوجد عائق يحول دون استئجار محام للدفاع عنه». وأضاف: «أود أن أؤكد للمجلس وللجميع أن سيف الإسلام القذافي سيكون له محام لأن القانون الليبي لا يسمح بمحاكمة أي متهم في قضايا جنائية ما لم يوجد محام للدفاع عنه». في غضون ذلك، قُتل سبعة أشخاص وجرح أكثر من عشرين آخرين في اشتباكات دامية صباح الأربعاء بين سكان مدينة غدامس جنوب غربي ليبيا ومسلحين هاجموها يُرجّح أنهم من أبناء قبيلة من قبائل الطوارق سبق طردهم من المدينة بداعي مساعدة نظام معمر القذافي. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية ناصر المانع في تصريحات للصحافيين: «وقعت اشتباكات في مدينة غدامس قُتل فيها للأسف سبعة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح». وأوضح أن بين القتلى ستة من المهاجمين إضافة إلى أحد سكان المدينة التي تقع على بعد 600 كلم جنوب غربي العاصمة طرابلس. ولم يورد المتحدث تفاصيل في شأن هوية المهاجمين، لكنه أكد أن القوات العسكرية النظامية دخلت المدينة وأن الوضع بات تحت السيطرة. وأكد مصدر طبي في مدينة غدامس لوكالة «فرانس برس» سقوط سبعة قتلى في الاشتباكات وصلت جثثهم إلى مستشفى المدينة. لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول في المجلس المحلي لغدامس أن عدد القتلى وصل إلى 13 من بينهم 12 من الطوارق ومن بينهم أحد زعمائهم المحليين. وقال أحد السكان ويدعى عبدالقادر هيبة بالهاتف إن القتال اندلع بين الجانبين من أجل السيطرة على إحدى بوابات الدخول الرئيسية. وأوضح رئيس المجلس المحلي لمدينة غدامس سراج الدين بوبكر الموفق ل «فرانس برس» أن المدينة «تعرضت لقصف عشوائي عنيف بقذائف صاروخية من قبل مجموعة من الطوارق»، مشيراً إلى أن «أسراً اضطرت إلى ترك منازلها وتوجهت إلى مناطق بعيدة عن الاشتباكات». وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة أركان الجيش الليبي العقيد علي الشيخي إن الوضع في المدينة بات «تحت السيطرة الكاملة للقوات التابعة للجيش»، موضحاً أن إطلاق النار قد توقف بين السكان في المنطقة بعدما تدخل الجيش وسيطر على الموقف. وأشار سكان إلى أن الاشتباكات نشبت بين سكان المدينة ومسلحين من أبناء قبيلة الطوارق، كان تم إخراجهم منها عقب تحريرها من قبضة نظام القذافي، ويحاولون العودة إليها. ولفت الشيخي إلى أن لجان المصالحة بدأت في إجراء الاتصالات مع كل الأطراف لمعالجة ما حدث وللقيام بدورها في رأب الصدع مثلما تم في مناطق أخرى. ودعا الشيخي الجميع إلى ضبط النفس مطالباً بضرورة الرجوع إلى أجهزة الدولة والقوات التابعة للجيش. وأعلن أن رئاسة الأركان تقوم حالياً بتجهيز قوات إضافية لإرسالها إلى مدينة غدامس لتعزيز القوة الموجودة هناك لمنع ووقف أي اشتباكات أخرى قد تحدث بين السكان. ويسعى حكّام ليبيا الانتقاليون جاهدين لفرض سيطرتهم على المجموعات القبلية المنقسمة عادة في انحاء البلاد الشاسعة بعد انتفاضة العام الماضي التي أطاحت معمر القذافي. وساند كثير من الطوارق القذافي خلال القتال لدعمه تمردهم ضد حكومتي مالي والنيجر في السبعينات قبل أن يسمح لهم لاحقاً بالاستقرار في جنوب ليبيا.