تزداد الضغوط على ليبيا لتقوم بتسليم سيف الإسلام، أبرز أبناء الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد أن قال أحد محامي الدفاع إنه تعرض لاعتداء جسدي وللتضليل بشأن التهم المنسوبة إليه. من جانبها التزمت المجموعات المسلحة بالهدنة المعلنة في غرب ليبيا بعد ثلاثة أيام من المعارك الدامية. وقال شكري العربي، مدير مستشفى مدينة زوارة، الواقعة على بعد 100 كلم الى الغرب من طرابلس، إن المعارك توقفت وفرض الجيش احترام وقف إطلاق النار. وقتل نحو عشرين شخصا في المعارك التي جرت الاثنين والاربعاء بين مجموعات مسلحة من أهالي زوارة الامازيغ ومسلحين من مدينتي جميل ورقدالين. وشارك الامازيغ في الثورة التي أدت الى الاطاحة بنظام القذافي، في حين اتهم سكان جميل ورقدالين بمساندة النظام السابق. وتقع المدينتان على بعد بضعة كيلومترات الى الجنوب من زوارة التي تبعد بدورها نحو 60 كيلومترا من الحدود مع تونس. وأعلن قائد الجيش الليبي، يوسف المنقوش، أنه سيستخدم القوة إذا لزم الامر لإعادة الهدوء. وقال أحد السكان إن الوضع كان هادئا الخميس، مشيرا الى أن انتشار الجيش ساهم في احترام الهدنة. ويدور نزاع بين السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي بشأن مكان محاكمته. فالمحكمة تريد تسلمه لمحاكمته لكن السلطات الجديدة في ليبيا تقول إنها لا تزال تريد محاكمته بنفسها. ويواجه سيف الإسلام عقوبة الإعدام إذا أدانته محكمة ليبية لكنه قد يواجه عقوبة السجن فقط إذا أدانته المحكمة الجنائية الدولية. وقال خافيير جان كيتا، المستشار في مكتب محامي الدفاع في المحكمة الجنائية الدولية في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني : ”السيد القذافي تعرض لاعتداء جسدي أثناء احتجازه في ليبيا”. وأضاف قوله: ”هو يعاني أيضا آلاما بسبب الافتقار الى علاج للأسنان. ولم تتخذ السلطات الليبية أي خطوات لعلاج هذا الألم بمنح السيد القذافي العلاج الطبي وعلاج الأسنان الذي أمرت به المحكمة منذ نحو شهر”. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات اعتقال بحق القذافي وسيف الإسلام وعبد الله السنوسي، رئيس المخابرات الليبية في عهد القذافي. واعتقل السنوسي الشهر الماضي في موريتانيا. ولم تلق الميليشيات المتصارعة أسلحتها منذ مقتل معمر القذافي بعد أن اعتقله مقاتلون من المعارضة وتتهمهم جماعات حقوق الإنسان الغربية بتنفيذ عدد من عمليات الإعدام دون محاكمة فضلا عن انتهاكات أخرى، ما يثير شكوكا حول الالتزام بحكم القانون هناك. وأصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق سيف الإسلام بعد أن اتهمه مدعون هو وآخرين بالتورط في قتل المحتجين أثناء الانتفاضة التي أطاحت لاحقا بوالده معمر القذافي في أوت. ولكن ليبيا تقول إن ابن القذافي الذي درس في بريطانيا سيمثل للعدالة في طرابلس. وألقي القبض عليه العام الماضي وهو متنكر في ملابس بدوي في الصحراء الكبرى بعد مرور أشهر على تهديده معارضي والده بأنهم سيقتلون كالفئران. وقال محامي الدفاع كيتا أيضا إن سيف الإسلام تم تضليله فيما يتعلق بوضع التحقيقات المحلية في التهم المنسوبة إليه. وأضاف المحامي قوله تم إبلاغ السيد القذافي أنه يجري التحقيق معه في مزاعم تافهة تتصل بعدم حصوله على رخصة لتربية الإبل ومخالفات تتعلق بمزارع أسماك وأنه لن يتم ملاحقته في جرائم خطيرة مثل القتل والاغتصاب لنقص الأدلة. واستدرك المحامي بقوله إن السلطات الليبية غيرت بعد ذلك موقفها تغييرا جذريا حينما طلبت المحكمة الجنائية الدولية تسليمها سيف الاسلام فإنهم قالوا للمحكمة انهم يريدون محاكمته في ليبيا عن جرائم خطيرة تخضع لاختصاص المحكمة الدولية. وقال كيتا إن سيف الاسلام تحتجزه السلطات الليبية منذ 139 يوم ولم يتم استدعاؤه أمام قاض ولم يسمح له بالاتصال بأسرته وأصدقائه أو أن يستقبل زيارات منهم. وأضاف كيتا قوله ماعدا زيارات المسؤولين والسلطات القضائية فإنه وضع في حبس انفرادي.