تشير معلومات الى أن النيجر التي يحتمل ان يلجأ اليها سيف الاسلام القذافي تواجه خطر انتقام قبائل الطوارق المعروفة بتأييدها الكبير للعقيد المقتول، اذا ما أوفت الحكومة بالتزامها بتسليم الأخير الى محكمة الجنائية الدولية. * وتوقعت رويترز أن يكون رد فعل الطوارق عنيفا بعد تسليم سيف الاسلام الى الجنائية الدولية، وليس بجديد أن يبدي الطوارق أو ما يعرفون بالرجال الاحرار ولائهم للعقيد الليبي المقتول معمر القذافي، فقد سبق وأن خاضوا في اشتباكات مع مجموعات مسلحة مرتبطة بالحكومة الليبية المؤقتة وشكل ذلك واحدة من التحديات التي واجهها حكام ليبيا الجدد لكسب تأييد أبناء البدو والقبائل. * وكان تأييد الطوارق لللزعيم الليبي المخلوع والمقتول معمر القذافي وهم ينظرون بعين الشك الى المجلس الوطني الانتقالي الذي يدير شؤون البلاد الآن. * وقد صرح في تلك الاثناء قائد وحدة عسكرية مناهضة للقذافي وشخصية بارزة من الطوارق للصحافة إن الاشتباكات دارت في بلدة غدامس الليبية على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب غربي طرابلس. * ويأتي تأييد كثير من الطوارق للقذافي بموجب دعمه لهم في تمردهم على حكومتي مالي والنيجر في السبعينات، كما أنه قد منحهم امتيازات عززت مكانته عندهم، سيما السماح لكثير منهم بالعيش في جنوب ليبيا.. * الى ذلك تعهدت النيجر الواقعة جنوبي ليبيا والتي كانت تعتمد على المساعدات الليبية باحترام التزاماتها تجاه المحكمة الجنائية الدولية بسليم نجل القذافي الفار من انتقام الثوار ومن مصير مشابه لمصير والده واخيه المعتصم ، لكنها تدرك ان مثل هذا الاجراء قد يثير اضطرابات في المناطق الصحراوية حيث وقعت سلسلة من التمردات في الماضي ضد نيامي تحت رعاية معمر القذافي الذي يصفه العديد من سكان الصحراء بالبطل. * وقالت المحكمة الجنائية الدولية يوم السبت ان سيف الاسلام القذافي على اتصال بها من خلال وسطاء بشأن تسليم نفسه للمحاكمة لكنها قالت أيضا ان لديها معلومات عن مرتزقة يحاولون تهريبه الى دولة افريقية صديقة. * وقال مسؤولون ليبيون واخرون على دراية بالمسألة ان سيف الاسلام حريص على ما يبدو على الا يقع في ايدي قوات الحكومة الليبية المؤقتة التي وقع والده في قبضتها وقتل منذ أكثر من اسبوع. * ورفضت النيجر التعليق على بيانات اصدرها قبل ايام زعماء محليون في شمالها النائي بأن سيف الاٍسلام دخل على الارجح جانبها من الحدود الجبلية الممتدة مع الجزائر ومالي. * وعقد ممثلون للجيش الامريكي والحكومة محادثات امنية في النيجر مع مسؤولين محليين في اجاديز التي كانت محطة على الطريق للهاربين الليبيين الاخرين ومن بينهم ابن اخر لمعمر لقذافي هو الساعدي. وشاهد مراسل لرويترز طائرة عسكرية امريكية في مطار اجاديز. * وامتنع مسؤول اقليمي رفيع من اجاديز عن الافصاح عن الموضوعات التي تم بحثها مع الامريكيين لكنه تحدث عن خطط هرب من جانب سيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي وهما مطلوبان للمحكمة الجنائية الدولية في جرائم ضد الانسانية. * وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "السنوسي يجري نقله من مالي الى بلد غير موقع على معاهدة انشاء المحكمة الجنائية الدولية وانا واثق من ان كليهما (السنوسي وسيف الاسلام) سيجري نقله جوا أحدهما من مالي والاخر من النيجر." وقال انه يوجد على الاقل عشرة مهابط للطائرات في شمال النيجر قرب الحدود الليبية يمكن استخدامها في تهريب سيف الاسلام من البلاد. * غير ان عضوا بالبرلمان من شمال مالي هو ابراهيم الصالح اغا محمد نفى ان السنوسي أو سيف الاسلام في بلاده قائلا انهما لن يكونا مقبولين اذا حاولا دخول البلاد