اندلع قتال عنيف بين قوات القذافي والمعارضين في بلدة على بعد 160 كيلومترا فقط شرقي طرابلس لفتح الطريق الساحلي نحو العاصمة في الوقت الذي ظهرت فيه خلافات في حلف شمال الاطلسي. وقصفت قوات القذافي لاول مرة مدينة غدامس المدرجة في قائمة التراث العالمي والواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب غربي العاصمة على الحدود مع تونس والجزائر لفتح جبهة جديدة في الحرب الممتدة منذ خمسة شهور. وأبدت القوى العالمية اشارات متضاربة بشأن كيفية انهاء الحرب التي وصلت لمأزق مع محاولة روسيا التوسط للتوصل لمصالحة. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده عرضت على الزعيم الليبي معمر القذافي "ضمانا" اذا غادر ليبيا لكن انقرة لم تتلق ردا. ومع جمود الدبلوماسية قال المعارضون ان القتال اندلع في جبهات جديدة. وقال احمد باني وهو متحدث عسكري في بنغازي لرويترز ان اشتباكات اندلعت في زليطن يوم الخميس واستؤنفت الجمعة، مما اسفر عن مقتل 22 من المعارضة. وزليطن احدى ثلاث بلدات لا تزال تحت سيطرة الحكومة بين مصراتة الواقعة تحت ايدي المعارضين والعاصمة طرابلس وفي حال سقوطها، فقد تكون نقطة انطلاق تتيح للانتفاضة المناهضة للقذافي الانتشار من مصراتة اكبر معقل للمعارضين في غرب ليبيا الى طرابلس. وقال باني ان اعدادا كبيرة من القوات تطوق زليطن من كل الاتجاهات وتهدد السكان بأن يغتصب المرتزقة نسائهن ما لم يستسلموا. واضاف ان المعارضين يسيطرون على اجزاء من المدينة. وقال المتمردون ايضا ان واحة غدامس التي يقطنها نحو سبعة الاف شخص اغلبهم من البربر تعرضت لهجوم عقب احتجاج مناهض للحكومة في البلدة، يوم الأربعاء. وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في كلمة وداعية في مقر حلف الاطلسي في بروكسل "أقوى تحالف عسكري في التاريخ مضى عليه 11 اسبوعا فقط في عملية ضد نظام سيء التسليح في بلد ذي كثافة سكانية منخفضة، لكن كثيرا من الحلفاء بدأت تنضب ذخائرهم ويطلبون من الولاياتالمتحدة مرة اخرى سد النقص". وجاء غضب جيتس متسقا مع ما عبر عنه المعارضون الذين يسيطرون على شرق البلاد وبعض المناطق الاخرى، لكن لا يبدو انهم يمثلون تهديدا وشيكا لحكم القذافي. كما اعلن محامي عائشة القذافي ان ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي رفعت دعوى ثانية في باريس تتعلق "بجرائم حرب" و"قتل" بعد مقتل اربعة من افراد عائلتها في غارة لحلف شمال الاطلسي نهاية أفريل في طرابلس. وكان محاميان فرنسيان اكدا انهما موكلان من قبل عائشة القذافي رفعا دعوى في باريس واخرى في بروكسل للوقائع نفسها.وقالت ايزابيل كوتان بير التي اكدت انها محامية ابنة الزعيم الليبي، لوكالة فرانس برس انها تقدمت بدعوى منفصلة الى نيابة باريس. وتستهدف هذه الدعوى وقائع "قتل وجرائم حرب" ارتكبها "الضباط الفرنسيون" العاملون في اطار عملية حلف شمال الاطلسي، والحلف نفسه و"وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه" و"رئيس الجمهورية قائد الجيوش" نيكولا ساركوزي. واوضحت المحامية نفسها انها زارت ليبيا هذا الاسبوع بطلب من عائشة القذافي التي طلبت منها رفع الدعوى.وتتعلق الدعوى بالغارة التي شنها الحلف الاطلسي في 30 أفريل وقتل فيها سيف العرب القذافي (29 عاما) اصغر ابناء القذافي وثلاثة من احفاد الزعيم الليبي هم سيف (سنتان) وقرطاج (سنتان) ومستورة (اربعة اشهر)، حسب طرابلس. وتتعلق الدعوان الاخريان اللتان رفعهما الثلاثاء امام نيابة بروكسل والنيابة الفدرالية البلجيكية المحامي لوك بروسوليه وفي باريس دومينيك اتدجيان، "بجرائم حرب" و"قتل".