ظهرت مؤخرا بولاية الجلفة مطاعم كثيرة متخصصة في الآكلات الشعبية التي يحبذها الكثيرون لعل أبرزها مطاعم "الدوبارة البسكرية" والتي تتخصص في تحضير هذا الطبق خصيصا دون سواه من خلال خلطة سحرية تسيل اللعاب و تفتح الشهية. و قد أصبحت مطاعم الدوبارة البسكرية التي لم تبق حكرا على منطقتها الأصلية مألوفة لدى الجلفاويين الذين عشقوا هذه الأكلة التي فرضت وجودها بقاموس الأطعمة محليا حيث أصبح الكثير يحبذها كطبق تقليدي بين الآكلات الشعبية لمنطقة الجلفة. فسيفساء بسيطة ولكن "حارة" لتحضير طبق الدوبارة البسكرية ولعل أجمل شيء يزين طبق الدوبارة الذي يقدم في صحن تقليدي "خشبي" هو فسيفساء مكوناته الأساسية التي تجمع مرق الحمص و صلصة الطماطم و خلطة الفلفل الحار و زيت الزيتون. ويزيد من جمالية محتوى الصحن أوراق الكسبر وهي متناثرة فوق المرق و بجنباتها قطع الليمون التي تضفي هي الأخرى مذاقا خاصا على الأكلة التي تفوح برائحتها الزكية بفضل ما تشتمله من بهارات معروفة منها الكمون. ويكمن السر في الدوبارة كذلك في الخلطة السحرية وطريقة التقديم كما أوضح ذلك ل/ وأج أحد طهاة مطاعم الدوبارة بمدينة الجلفة الذي أكد أن طريقة المزج بين مكونات الطبق أمام الزبون تجعله يشتهي الأكلة و يلح في كثير من الأحيان على زيادة في خلطة الفلفل الحار بأن يقول "ضف الفلفل الحار". ويذكر صالح الطاهي الأنيق أن أكلة الدوبارة يزدحم عليها الزبائن في فصل الشتاء في عز أيام البرد القارص حيث يكثر عليها الطلب في حين يقل عليها الطلب في الحر أين يتضاءل عدد الزبائن إلا قليل منهم مؤكدا في سياق آخر بأن الدوبارة أصبحت تستهوي بدورها العائلات التي تشتهيها و تتهافت عليها من أجل إحداث التغيير على مائدة الطعام المنزلية . " الدوبارة البسكرية " تحضر في الصباح و يقدم في ذروة منتصف النهار ويتم تحضير مكونات الدوبارة" البسكرية " التي يتراوح سعر طبقها المتميز بين 80 إلى 100 دج في فترة الصباح حيث تغسل الأواني و يقطع الفلفل الحار و يحضر مرق الحمص الذي يتم طهيه على نار خفيفة وتوضع مكونات الأكلة في الأخير جنبا إلى جنب بأواني كبيرة حتى يأتي وقت منتصف النهار أين يتهافت الزبائن علهم يجدون مكانا بين زوايا المطعم . وهنا تجد الطاهي الذي كان في الصباح وحيدا يداعب بملعقته الكبيرة (الغراف)الأواني يحاول جاهدا في منتصف النهار تدارك الطلب وهو يبرز مهارته و يسرع في الاستجابة لطلبات زبائنه وادخال التعديلات المطلوبة مثل اضافة بهار الكمون أو الفلل الحار.