تنفست 17 عائلة تقطمن بالمبنى رقم 33 شارع بوخروبة بحي ڤمبيطا أمس الصعداء على إثر حصولها على مساكن إجتماعية إيجارية جديدة بحي الياسمين، وحسب مندوب القطاع الحضري للصديقية الذي كان حاضرا خلال العملية أمس فإن ترحيل هؤلاء كان مبرمجا ضمن حصة 176 عائلة المستفيدة من المساكن الإجتماعية منذ أزيد من أسبوع. غير أن السلطات المحلية قد واجهت عدة مشاكل وإعتراضات من طرف سكان هذه البناية فأمر رئيس الدائرة بتجميد حصتها الى تاريخ غير محدد فقد احتجت بعض العائلات على إدماجها مع أخرى في مسكن واحد بدل منحها شققا إضافية، وعليه طالب سكان النيابة بمنحهم أربع (4) أو (5) شقق إضافة على الأقل الى الحصة المبرمجة (17 مسكنا إجتماعيا) لتكفي كل العائلات القاطنة هناك، خصوصا وأنها متعددة الأفراد. مشكل آخر ظل مطروحا أمام تعنت هؤلاء السكان وإصرارهم على التمسك بمطالبهم، ويتعلق الأمر بحالة البناية التي يرثى لها فهي قديمة جدا وتعود الى الحقبة الإستعمارية حسب تصريحات سكانها ونظرا لإهترائها وتشققها وإنهيار أجزاء كبيرة منها أصبحت مصد ر خطر كبير جدا على القاطنين بها يقول مندوب القطاع الحضري الصديقية، بحيث لا يمكن ترك هؤلاء المواطنين بداخلها خصوصا وأن عدة إنهيارات جزئية حدثت مؤخرا وأدت الى إصابة الكثيرين بجروح. وأمام هذا الوضع تدخل مسؤول القطاع النسوية وحل الخلاف، وبعد التوصل إلى إتفاق يرضي الطرفين رضخت تلك العائلات للأمر الواقع ووجدت بأن خروجها من تلك العمارة أصبح أمرا ضروريا لحقن دماء السكان. وتدخل المسؤول الأول بالدائرة لرفع التجميد عن الحصة السكنية للمبنى رقم 33 شارع بوخروبة وتقدر ترحيل أصحابها أمس الى حي 670 مسكن بالياسمين، وفعلا تمت العملية في ظروف عادية وتحت تغطية أمنية محكمة، وجدت الفرحة على ملامح أغلب المتحصلين على الشقق الجديدة بإستثناء بعض أرباب العائلات الذين عبروا عن رفضهم لطريقة الإستفادة مثل عائلتي ميمي عبد القادر وميمي حسين اللتين حصلتا على شقة واحدة ذات ثلاثة غرف، رغم أنهما كانتا تعيشان منفصلتين عن بعضهما في المبنى القديم. وعن مثل هذه الحالات أكد مندوب القطاع الحضري الصديقية بأن المحتجين يمكنهم الطعن على مستوى مصالح الدائرة حسبما تنص عليه القوانين، وأضاف بأن هناك (3) أو (4) حالات طعن مؤسسة يمكن للجنة الولائية المكلفة إعادة النظر فيها، خصوصا إذا تعلق الأمر بإدماج عائلتين فغي شقة واحدة، أو منح عائلة متعددة الأفراد شقة ذات غرفتين أو ثلاثة، علما أنه قد تم أمس توزيع حوالي (3) شقق ذات (4) غرف و(5)، شقق ذات (3) غرف، وباقي العدد كان شقق ذات غرفتين بحي الياسمين. لكن الأهم يضيف ذات المسؤول هو إخلاء تلك البناية القديمة نهائيا من قاطنيها، فخطر الإنهيار كان يحذق بهم وممكن حدوثه في أي لحظة، وعليه تكفلت مصالح بلدية وهران أمس بغلق مدخلها الرئيسي بواسطة الآجر لمنع أية محاولة إقتحام مباشرة بعد الترحيل وفي الوقت ذاته إتصلت بصاحب البناية وهو أحد الخواص لهدمها، وفي حال إعتراضه يقول مندوب قطاع الصديقية فإن بلدية وهران ستتدخل للقيام بهذه المهمة حتى لا تبقى تلك العمارة القديمة نقطة سوداء بالشوارع وتهدد حياة الناس، وللتذكير فقد وفرت عدة شاحنات لنقل أغراض المرحلين وأثاثهم. وتجدر الإشارة الى أن القطاع الحضري للصديقية يضم العديد من العمارات القديمة والمهددة بالإنهيار لذلك برمجت عدة عمليات ترحيل به خلال الحصص السابقة كحصة 185 عائلة رحلت نحو حي الياسمين في شهر مارس الماضي، أما خلال العملية الأخيرة والتي تمت منذ أزيد من أسبوع أدرجت أسماء العائلات المقيمة بالبنايتين رقم 76 و78 شارع الجنرال (فيرادو) بحي ڤمبيطا وهذا من أجل رفع العراقيل عن مشروع توسيع هذا الشارع. وكل البنايات التي أخليت من سكانها مآلها الهدم حفاظا على أمن وسلامة الناس، ومنعا لحدوث أي محاولة إقتحام. وللتذكير فإن برنامج ترحيل سكان المباني القديمة لم يكتمل بعد بحيث ينتظر أن تبرمج السلطات المحلية عملية رابعة في غضون أسبوعين أي مباشرة بعد إنتهاء إمتحانات آخر السنة الدراسية، وستشمل حوالي 200 عائلة تقريبا موزعة على معظم القطاعات الحضرية لبلدية وهران بإستثناء المنزه والعثمانية وبوعمامة.