نشط مساء أول أمس البروفيسور الفرنسي مارك فيلتز محاضرة قيمة بالمتحف الوطني أحمد زبانة بوهران محاضرة حول الروائي الفرنسي الشهير غي دوموباسان الذي قام بعدة رحلات إلى الجزائر للعيش بين أحضانها. وقد ولد الكاتب والروائي الفرنسي وأحد أباء القصة القصيرة الحديث الذي كان عضوا في ندوة إميل زولا بقصر ميرونمسنل بنور مانديا في 1883 وكان له أب من سلالة ارستقراطية ولكنها انتهت بإفلاسها وخسارة ثروتها التي كانت تمتلكها ، وأما أمه فقد كانت من عائلة عادية متوسطة الحال وكانت ترثي دوما ذكرى أخاها الشاعر. درس موباسون القانون والتحق بالجيش الفرنسي ثم عمل ككاتب في البحرية وقابل جوستان فلوبير عن طريق صلات أسرته ليصبح فيما بعد تلميذه المخلص، وقد قدم فلوبير لتلميذه نظرية للنجاح الأدبي تتكون من ثلاثة أجزاء : لاحظ، لاحظ، ثم لاحظ من أشهر قصصه "كرة الشحم" "بيير وجان" ومن أهم قصصه القصيرة "العقد"، "الآنسة فيفي" وقد كان يقول "إن هناك من الحقائق ما يساوي الناس عدا فكل منا يكون لنفسه صورة خادعة عن العالم، وهو خداع شعري أو عاطفي أو بهيج أو مقبض أو قذر أو كئيب حسبما تكون طبيعته.. كخداع الجمال وهو تقليد إنساني، وخداع النذالة الذي يستهوى الكثيرين وكبار الفنانين هم أولئك الذين يستطيعون حمل الإنسانية على قبول انخداعاتهم الخاصة". كان موباسان الرسام الأكبر للعبوس البشري ودوما ما كان بصداع وكان يتلوى ساعات من الألم حتى أصيب بالجنون سنة 1891 ومات في إحدى المصحات في 6 جويلية 1893، حيث تم دفنه في مقبرة مونبار ناس في باريس، واشتهر موباسان بروايته "بيير وجان وهي رابع رواية له بعد (حياة الصديق الوسيم، مون أوريول) وهي أقرب إلى قصة طويلة كتبت عام 1879 وظهرت دفعة واحدة في مجلة (المجلة الجديدة) ثم نشرت كرواية مستقلة عن دار نشر أولندورف وهي ذات طابع سيكولوجي وتعطي للقارئ أن حكايتها بسيطة جدا تدور حول الأخوين بييروجان الطبيب والمحامي..