إحتضن فندق سوفيتال نهاية الأسبوع الماضي لقاء أدبيا على شرف الكاتب الفرنسي - الجزائري الأصل أكلي تاجر، وحضر اللقاء عدد قليل من المدعوين والمهتمين بالكتابة الروائية. يدخل هذا اللقاء في إطار استضافة فندق سوفيتال لعدد من الكتاب والروائيين في إقامة قصيرة، قصد إعداد نص أدبي يوزع على المقيمين في غرف الفندق، وبما أن الكاتب أكلي تاجر واحد من الكتاب ذوي الصول الجزائرية، ارتأت إدارة الفندق استضافته في إطار سلسلة "كتاب رحالة" ..ودار الحديث بين الكاتب والحاضرين على مجموعة من المحاور الهامة المتعلقة بعوالمه الأدبية والروائية خاصة أن الكاتب مجهول تماما في الأوساط النخبوية الجزائرية .. رغم أن أكلي تاجر له رصيد كبير في الكتابة الأدبية منذ منتصف الثمانينات وقد حولت أعماله إلى عدد من الأعمال التلفزيونية الفرنسية... وعليه قدم الكاتب عمله الروائي الجديد الصادر العام الماضي والذي يحمل عنوان"كان ذات مرة، لم يكن.." الذي وُصف بأنه يحمل قصة الذهاب والإياب بين الضفتين، كما يدور حول عدد من المشاكل الإجتماعية والأسرار العائلية خاصة.. وتحدث أكلي عن عمله الروائي الأول "الطاسيلي" الذي صدر عام 1984، وقصته مع النشر لأول مرة وهو غير معروف في الأوساط الأدبية، وهنا باح الكاتب عن حياته في المجتمع الفرنسي قبل استقلال الجزائر وعن والديه الأميين ورغباته في الكتابة منذ نعومة أظافره وقد حولت الرواية إلى عمل تلفزيوني مما فتح له آفاقا كبيرة في مجال الأدب والكتابة، السيناريوهات التلفزيونية والسينمائية.. كما تطرق أكلي أيضا إلى عمله الأدبي "شجاعة وشغف"(2000) التي كتبها خصيصا لوالده الذي شارك في الحرب العالمية الثانية وكيف أعتقل من طرف النازيين وهروبه من السجن واستقراره في فرنسا. أما روايته "حامل المحفظة" فهي شبيه بالعمل القريب إلى الذات وقصتها تدور حول الطفل الجزائري المجبر على العيش في وطن غير وطنه الذي هو فرنسا. جاء حديث الكاتب والروائي أكلي تاجر الذي ينحدر من منطقة القصر ببجاية مليء بالعفوية والصدق في الحديث عن نفسه وأعماله الروائية التي ورغم قلّتها إلا أنها توجت أكثر من مرة واقتبست إلى أعمال تلفزيونية وسينمائية.. لكنه مع الأسف مجهول تماما في الأوساط الأدبية الجزائرية، وهذا ما جعل الكثير من الحاضرين يطرحون أسئلة عن تهميش هذا الكاتب الذي تجهل أعماله غير المتوفرة في المكتبات الجزائرية.. وعليه قال الكاتب أكلي بخصوص مدينة الجزائر "إنني أزورها لأول مرة كسائح وليس لي سابق معرفة بها، وكل زياراتي هي في الأساس إلى منطقة بجاية". كما عجز المتحدث عن الإجابة فيما يتعلق بالنشر المشترك بين فرنساوالجزائر، وقيمة الكتاب في الجزائر. وهنا تحدث عن طريقته في الكتابة التي تكون دائما في الصباح ويلعب فيها أكلي دور الممثل في تشخيص أبطال أعماله الروائية التي يكتبها بتأني وسحر خاص تعبق بمجموعة من الإرهاصات المتعلقة أساسا بالمغاربي المجهول - عند الآخر المتلقي الغربي - كما لم يخف أكلي تاجر تأثره الشديد بوالديه في مساره الحياتي وأسلوبه في الكتابة القصصية وخاصة في مسألة الخيال والمخيال الجمعي..التي قال بشأنها إنه يستلهمها في الأصل من الشخصيات التي يلقاها في الشارع ومن النكت التي تدور من حوله.. للإشارة، فإن الروائي أكلي تاجر من مواليد باريس عام 1954 من والدين جزائريين، عزف عن الدراسة الجامعية وانغمس في الكتابة الروائية منذ سن مبكرة. نشر العديد من الراويات التي لقيت صدا في الأوساط الأدبية والجماهيرية الفرنسية، كما حول البعض منها إلى أعمال سينمائية وأفلام تلفزيونية. تحصل على عدد من الجوائز الأدبية في فرنسا وترجمت أعماله إلى عدة لغات وهو حاليا يكتب الرواية والسيناريوهات.