تعهد الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير السبت في اديس ابابا بتحديد جدول زمني لتفعيل تطبيق الاتفاقات الموقعة بين بلديهما والمجمدة منذ ثلاثة اشهر والتي تتناول خصوصا تقاسم الثروات النفطية، كما اعلن الوسطاء. وبهذا الاعلان ظهر الامل باحراز تقدم في تسوية الخلافات الخطيرة بين السودانين اللذين يواجهان وضعا ماليا صعبا للغاية منذ توقف الجنوب قبل عام عن انتاج النفط الذي يمر عبر انابيب السودان للتصدير. وتتناول الخلافات بين البلدين خصوصا تقاسم الثروات النفطية ووضع رعايا كل من الدولتين لدى الدولة الاخرى وترسيم الحدود ومستقبل منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين. واكد وسيط الاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي ان الرئيسين تعهدا بايجاد اتفاق وتطبيقه "دون شروط". وقال ثابو مبيكي "اننا نعد اطارا لتطبيق كل الاتفاقات القائمة مع جدول زمني"، مضيفا ان الاتحاد الافريقي سيتمم هذا الجدول الزمني قبل 13 /يناير. والاتفاقات التي وقعها البشير وكير في /سبتمبر 2012 لم تطبق حتى الان. وفي ذلك الوقت اتفق البشير وكير على وسائل استئناف انتاج النفط من جنوب السودان الذي يتوقف تصديره على انابيب النفط في الشمال والذي اسهم قرار جوبا بوقفه منذ /يناير 2012 على اثر خلاف مع الخرطوم، في توجيه ضربة قاسية لاقتصاد البلدين. وتنص هذه الاتفاقات ايضا على اقامة منطقة فاصلة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة. لكن الانتاج النفطي لم يستأنف حتى الان وتبقى مواقف البلدين مجمدة بشان ابيي، المنطقة التي تبلغ مساحتها مساحة لبنان ويطالب البلدان بالسيادة عليها. واعرب رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسالين الذي استضاف المفاوضات، عن "ترحيبه الكبير" بالتقدم الذي احرزته المحادثات. وقال للصحافيين "انا سعيد جدا لاختفاء العقبات ولان تطبيق (الاتفاقات) يمكن ان يستانف". واصبح جنوب السودان مستقلا في جويلية 2011 بفعل اتفاق السلام الذي وقع في 2005 والذي ادى بعد ستة اعوام الى انفصال جنوب السودان عن السودان. وقد وضع هذا الاتفاق حدا لسنوات طويلة من الحرب (1983-2005 مليونا قتيل)، لكنه ترك مسائل عدة عالقة وبينها تقاسم الموارد النفطية وترسيم الحدود ووضع رعايا كل من الدولتين على اراضي الدولة الاخرى ومستقبل منطقة ابيي النفطية. وهذا اللقاء الاول بين الرئيسين منذ توقيعهما في /سبتمبر سلسلة اتفاقات امنية واقتصادية بقيت حبرا على ورق. وحضر الى اديس ابابا وفدان من جوباوالخرطوم يشملان وزيرا دفاع البلدين للمشاركة في القمة الحساسة. وقبل اللقاء شوهد البشير وكير ومبيكي وهايلي مريم يتبادلون الاحاديث والضحك. ووصل رئيسا السودانين عصر الجمعة الى العاصمة الاثيوبية وبدآ مباحثات منفصلة مع الوسطاء بحسب دبلوماسيين ومراسل فرانس برس. ووصف المفاوض الرئيسي لجوبا باغام اموم الهجمات البرية والقصف الجوي الاربعاء بانها "مؤسفة" واشار الى ان جو المحادثات بددها. وقبل المحادثات نشرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج بيانا مشتركا يطلب من جيشي البلدين "الانسحاب فورا" من المنطقة الحدودية. ولفت البيان الى ان استئناف الانتاج النفطي "مهم للغاية بالنسبة الى اقتصاد البلدين وينبغي ان لا يتاخر بسبب المفاوضات التي تتناول مسائل اخرى". والخميس شجع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من جهته الرئيسين "على معالجة نهائية لكل المشاكل العالقة" وبينها مشاكل "الامن وترسيم الحدود والوضع النهائي" لمنطقة ابيي.