بدأ الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير اليوم السبت، في اديس ابابا محادثات بحضور وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي ورئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسالينغ في قمة تهدف الى تذليل الخلافات الخطيرة التي لا تزال قائمة بين البلدين بعد 18 شهرا على انفصال الجنوب.وهذا اللقاء الاول بين الرئيسين منذ توقيعهما في سبتمبر سلسلة اتفاقات امنية واقتصادية بقيت حبرا على ورق.وحضر الى اديس ابابا وفدان من جوباوالخرطوم يشملان وزيرا دفاع البلدين للمشاركة في القمة الحساسة.وقبل اللقاء شوهد البشير وكير ومبيكي وهايلي مريم يتبادلون الاحاديث والضحك.وقالت وكالة الانباء السودانية الرسمية ان القمة التي يحضرها الى الرئيسين سبعة مسؤولين من كل جانب "ستبحث في كيفية تسريع إنفاذ اتفاق التعاون المشترك الموقع بين السودان ودولة جنوب السودان في الشهر الماضي بأديس أبابا وفي مقدمتها الترتيبات الأمنية والحدود وآبيي".ووصل رئيسا السودانين عصر الجمعة الى العاصمة الاثيوبية وبدآ مباحثات منفصلة مع الوسطاء بحسب دبلوماسيين ومراسل فرانس برس.وتستضيف اديس ابابا مقر الاتحاد الاوروبي الذي يلعب دور الوساطة في الازمة بين البلدين.واتت القمة التي تعقد في القصر الرئاسي الافريقي من اتهامات جديدة لجيش جنوب السودان الذي اكد الخميس ان قوات الخرطوم هاجمته الاربعاء في منطقة حدودية في ولاية بحر الغزال الغربية في جنوب السودان (شمال غرب). وهذه الاتهامات قد تعيد اثارة التوترات بين البلدين اللذين خاضا لعقود حربا اهلية ويقيمان علاقات متوترة منذ استقلال الجنوب في جويلية 2011.وكان توقيع اتفاق سلام في 2005 ادى بعد ستة اعوام الى انفصال جنوب السودان عن السودان. وقد وضع هذا الاتفاق حدا لسنوات طويلة من الحرب، لكنه ترك مسائل عدة عالقة وبينها تقاسم الموارد النفطية وترسيم الحدود ووضع رعايا كل من الدولتين على اراضي الدولة الاخرى ومستقبل منطقة ابيي النفطية.وتحولت التوترات الناجمة من هذه الخلافات الى معارك شرسة على الحدود في بداية 2012، ما دفع الى الخشية من استئناف نزاع واسع النطاق. ومنذ ذلك الوقت، يمارس المجتمع الدولي ضغوطا لكي تقوم الدولتان بتسوية خلافاتهما. وفي سبتمبر، اتفق البشير وكير على وسائل استئناف انتاج النفط من جنوب السودان الذي يتوقف تصديره على انابيب النفط في الشمال والذي اسهم قرار جوبا بوقفه منذ جانفي 2012 على اثر خلاف مع الخرطوم، في توجيه ضربة قاسية لاقتصاد البلدين.وتنص هذه الاتفاقات ايضا على اقامة منطقة فاصلة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة.لكن الانتاج النفطي لم يستأنف حتى الان وتبقى مواقف البلدين مجمدة بشان ابيي، المنطقة التي تبلغ مساحتها مساحة لبنان ويطالب البلدان بالسيادة عليها. وتجنبا للتعليق على الاتهامات الجديدة لجيش جنوب السودان، اكدت وكالة الانباء السودانية لاحقا وجود الرئيس البشير في العاصمة الاثيوبية حيث مقر الاتحاد الافريقي الذي يقوم بوساطة بين السودانين.وكانت الوكالة ذكرت ان البشير "سيلتقي رئيس جنوب السودان سلفا كير لبحث مشاكل قائمة وتسريع تطبيق اتفاقات التعاون الموقعة من قبل الرئيسين في سبتمبر".والخميس شجع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جهته الرئيسين "على معالجة نهائية لكل المشاكل العالقة" وبينها مشاكل "الامن وترسيم الحدود والوضع النهائي" لمنطقة ابيي.وأعربت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما بدورها عن الامل في ان تتيح هذه القمة "للرئيسين الاتفاق على الطرق والوسائل الفضلى لتجاوز الصعوبات التي سيواجهانها اثناء تطبيق الاتفاقات التاريخية" الموقعة في سبتمبر.