يحتفل التونسيون، بالذكرى الثانية للثورة، بعد يومين في 14 يناير الجاري، وسط مشاعر يغلب عليها الإحباط، بسبب تردي الأوضاع الاجتماعية، وتواصل تدهور الوضع الأمني، ما جعل البعض منهم يعبر صراحة عن "حنينه" لحقبة الرئيس السابق. كما يعرف المشهد السياسي تنامياً مخيفاً للاستقطاب السياسي والايديولوجي، بين الإسلاميين - الذين يحكمون الآن - وخصومهم وخاصة من التيارات اليسارية والعلمانية، مع عودة "قوية" لرموز سياسية تحسب على الحزب الحاكم السابق المنحل. وفي توصيفه للوضع التونسي، أكد المحلل الاستراتيجي منذر ثابت، في حوار مع "العربية.نت"، أن الوضع الحالي "تغلب عليه حالة من الارتباك والترنح، وهي سمة تنسحب على البيئة السياسية، وعلى أهم التشكيلات الحزبية، في ظل حكومة تواجه صعوبات مركبة، بسبب قلة الخبرة، وصعوبات المرحلة الانتقالية غير واضحة المعالم والأهداف، يضاف إليها تبعات أزمة اقتصادية خانقة في علاقة بشركاء تونس الاقتصاديين وخاصة أوروبا. ويقول ثابت "يؤكد العديد من القراءات، على أن الترويكا الحاكمة وخاصة حركة النهضة، كان بإمكانها التعاطي بكل براغماتية مع المرحلة، بما يجعلها قادرة على هدف مزدوج، وهو الاستقرار الأمني والسياسي، والإنقاذ الاقتصادي".