وكان البيع قد شهد تباطؤا كبيرا من قبل المشترين، وحتى بعد شهر من فتح باب الشراء كان عدد التذاكر المباعة قد وصل إلى 30 ألفا فقط. بيد أن حركة الشراء قد شهدت تسابقا محموما الأسبوعين الماضيين من قبل عشاق الساحرة المستديرة وارتفعت النسبة إلى 60 بالمئة من مجموع التذاكر المطروحة للبيع أي 300 ألف تذكرة من مجموع 500 ألف. ولتوضيح الأمور أكثر، نأخذ مثالا: مباراة الافتتاح بين جنوب أفريقيا والرأس الأخضر، بلغ عدد المقاعد الخاوية فيها حدا يبعث على القلق الحقيقي. في حين أن التذاكر المخصصة للمجموعة الرابعة، مجموعة الموت، والتي تضم كوت ديفوار والجزائر وتونس وتوغو، والبالغ عددها 200 ألف تذكرة لم يبع منها إلا 25 بالمئة أي بواقع ثماني آلاف تذكرة لكل مباراة في ملعب يتسع لأكثر من 44 ألف مشجع، كما يبدو أن مشاركة لاعبين عالميين مثل ديدييه دروغبا – قائد منتخب كوت ديفوار – لم يمثل عامل جذب لشراء تذاكر هذه المجموعة. ومع أن عددا من البلاد الأفريقية المشاركة في البطولة شهدت إقبالا واسعا على شراء التذاكر، الجماهير الأثيوبية اشترت 30 ألف تذكرة كما أن جماهير حامل اللقب، زامبيا، استحوذت على 15 ألف مكان، يبقى الجنوب أفريقيون الهدف الرئيس من عمليات تسويق التذاكر. وانخفاض أسعار التذاكر في جنوب أفريقيا – 5 راند، حوالي 4 يورو – لم يكن كافيا لإقناع سكان البلاد بشراء التذاكر لأن حضور المباريات يستدعي بلا شك إضافة مصاريف الانتقال، ونظرا لأسعار المواصلات الباهظة فإن عددا كبيرا من المشجعين أحجموا عن الشراء معظم راغبي الشراء من محبي هذه الرياضة يشتكون مر الشكوى من صعوبة الحصول على التذاكر، ويرجع أصل شكواهم إلى أن الشركة المسؤولة طرحت التذاكر للبيع في واحدة من أكبر سلاسل الأسواق العملاقة، سوبر ستار، وهي متاجر تجذب زبائنها من الطبقات الغنية في جنوب أفريقيا ولا يرتادها المشجعون المنتمون للطبقات الكادحة. اللجنة المنظمة بررت هذا الأمر بأن كومبيوتيكيت، وهي شركة كبيرة ومعروفة، لم تتقدم بأي عروض لشراء حق بيع التذاكر، وهو ما دفعهم في نهاية الأمر إلى تخصيص حافلة متحركة لبيع التذاكر وسط المناطق العامة والشعبية. لكن في النهاية ما سيبقى على المحك وسيمثل مؤشرا على نجاح البطولة ودافعا للجماهير لشراء التذاكر هو أداء البلد المضيف – جنوب أفريقيا – وقدرته على تحقيق نتائج باهرة ومشجعة.