يتوقع مسؤولو القطاع الفلاحي بولاية معسكر إنتاج أكثر من مليوني قنطار من الحبوب بمختلف أصنافها بمردود معدله 17 قنطار في الهكتار، خلال حملة الحصاد والدرس التي انطلقت في منتصف شهر ماي الماضي بالمناطق الشمالية للولاية، وهو إنتاج لا يرقى إلى مستوى ذلك الذي حققته الولاية العام الماضي والذي تجاوز 2.8 مليون قنطار محتلة به الرتبة الرابعة وطنيا بعد كل من تيارت،أم البواقي وسطيف. ويشير السيد بولنوار الغالي رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بمعسكر، إلى أن المساحات المحصودة إلى غاية الآن تقدر ب 11900 هكتار، أي ما يعادل 8.5 بالمائة من مجموع المساحة المزروعة وقد انطلقت عملية الحصاد بمناطق الإنتاج المبكر مثل زهانة، سيڤ والمحمدية كما أن معظم المساحات المحصودة حاليا هي من الشعير والبقية من الخرطال وقدر إنتاجها ب 128800 قنطار أي بمردود يقل عن 11 قنطار في الهكتار وهو مردود إذا تم تعميمه على كل المساحة المخصصة للحبوب، فإن التوقعات المعلن عنها ستتقلص بأكثر من 25 بالمائة. وأكد نفس المسؤول أن كل الظروف التنظيمية واللوجستية مهيئة لإنجاح حملة الحصاد والدرس لهذا العام مبرزا صدور قرار ولائي يتعلق بإنشاء اللجنة الولائية التي تضم كل المتدخلين لمتابعة هذه العملية الهامة، والتي سبقتها عدة عمليات لحماية المساحات المزروعة من مختلف الآفات سمحت بمعالجة 3800 هكتار ضد الأعشاب الضارة وتسميد 4 آلاف هكتار وكانت لفطريات ومنها الصدأ الأصفر على مستوى 20 هكتار بكل من خلوية وغريس. وللتقليص من آثار فترة الجفاف التي امتدت من 14 مارس إلى 21 أفريل بادرت المصالح الفلاحية بحملة تحسيسية للمنتجين مطالبة إياهم باللجوء إلى الرش التكميلي بإستعمال وسائل الرش، وقد استفاد من هذه العملية 3200 هكتار. وأوضح السيد بولنوار في ذات السياق أنه لا إشكال بخصوص توفير العتاد الضروري لحملة الحصاد والدرس كون الحظيرة المحلية تتوفر على 200 آلة حصاد و3300 جرار ، 1800 عربة مقطورة، 1700 صهريج كما أن المنطقة في إمكانها اللجوء إلى خدمات آلات الحصاد والدرس القادمة من الولايات المجاورة التي يتأخر بها انطلاق الحملة مثل تيارت وبلعباس. ومن جهة أخرى تم إعداد نقاط لتخزين المنتوج تسع 890 ألف قنطار، منها 713 ألف قنطار تتوفر عليها التعاونية المحلية للحبوب والبقول الجافة والبقية تم استئجارها حسب توضيحات السيد بولنوار الذي أضاف أن مراسلة قد وجهت في هذا الشأن إلى البلديات لجرد أماكن إضافية للتخزين كإجراء احتياطي. أما الفرق بين توقعات الإنتاج وبين طاقات التخزين والذي يتجاوز المليون قنطار فلن يشكل أي عبء على العملية بحكم أنه ليس كل الإنتاج سيوجهه الفلاحون نحو تعاونية الحبوب والبقول الجافة، فالفلاح كما يوضح المسؤولون عن القطاع الفلاحي عادة ما يقسم إنتاجه من الحبوب إلى خمسة أقسام، قسم للعشر أي للزكاة وآخر للإستهلاك العائلي وثالث للبذر للموسم المقبل ورابع للبيع في الأسواق وخامس يدفعه لتعاونية الحبوب وهو ما يفسر الفرق بين الإنتاج الإجمالي للحبوب وبين ذلك الذي يوجه إلى تعاونية الحبوب والبقول الجافة في كل موسم. وبالنسبة لأسعار شراء الحبوب من طرف التعاونيات فقد تم الإحتفاظ بأسعار الموسم الماضي والمتمثلة في 2500 دج للقنطار الواحد من الشعير ، و3500 دج لقنطار القمح اللين (الفرينة) و4500 دج لقنطار القمح الصلب، وهي أسعار تنافسية حتى بالنسبة للأسعار المطبقة في السوق الدولية، كما لاحظ ذلك السيد بولنوار الغالي. هذا وينتظر أن يتم حصاد 140 ألف هكتار من الحبوب خلال هذه الحملة التي ستدوم إلى بداية شهر أوت المقبل منها 63300 هكتار من الشعير، و48 ألف هكتار من القمح اللين و24.8 ألف هكتار من القمح الصلب و4600 هكتار من الخرطال وقد قلل رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بالقطاع الفلاحي من تأثير الرطوبة والأمطار التي ميزت شهر ماي المنصرم على حقول الحبوب التي لم تحصد، كما أن تأثير هذا العامل اقتصر على الأعلاف التي تم حشها وتركها في الحقول خلال تساقط المطر وهي جد محدودة. وزيادة على الإرشادات التي تقدمها المصالح الفلاحية عبر الإذاعة المحلية وخلال الحملات التحسيسية لفائدة الفلاحين استغل السيد بولنوار الغالي هذه الفرصة أيضا لدعوة هؤلاء إلى إتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ضد اندلاع الحرائق في محاصيلهم أثناء عملية الحصاد.