اكتشف العالم بأسره خلال المباراة الثانية للمنتخب الوطني ضد نظيره الإنجليزي لحساب المجموعة الثالثة بزوغ نجم رايس وهاب مبولحي الذي لا يتجاوز عمره ال 24 سنة والذي شدّ إليه الإنتباه بفضل مهاراته التي أبرزها في تصديه للقذفات القوية لأشهر لاعبي انجلترا وعلى رأسهم نجم تشيلسي "لامبار" إذ عرف مبولحي كيف ينجح في أول وأصعب امتحان له منذ انضمامه إلى النخبة الوطنية حتى أنه أنسى بكثير شاوشي بل أسعد الأوساط الرياضية الجزائرية التي اعتبرت بروز مبولحي هو في صالح الجزائر التي أصبحت تملك حارسين كبيرين لهما مستقبل زاهر مع النخبة الوطنية لا سيما مبولحي الذي أثنى عليه كبار الحراس السابقين في الجزائر وهما سرباح ودريد نصر الدين، هذا الأخير ذهب إلى أبعد حد عندما أكد أن مبولحي يعتبر رقم واحد في الجزائر قياسا بالأداء الباهر الذي قدمه أمام العملاق الإنجليزي خاصة من حيث تصديه للكرات بدون هفوة منه أبان عن احترافية كبيرة. هذا الحارس الذي ولد سنة 1986 بفرنسا فضل الدفاع عن الألوان الوطنية تبعا لجنسية والدته الجزائرية التي تنحدر من مدينة الغزوات رافضا أن يتجنّس بجنسية والده الكونغولي حتى قيل أنه لم ير والده منذ ولادته، بعدما انفصل عن أمه وهو صغير وقد عاش معها بفرنسا وهناك استهل مشواره الكروي في فريق مارسيليا كحارس لهذا النادي العريق وقد تلقى أول دعوة للخضر منتصف هذه الألفية، للإنضمام إلى آمال الجزائر لكن إدارة مارسيليا رفضت آنذاك تسريحه ليتقمص بعدها زي منتخب "الديكة" للفئات الصغرى مرة واحدة. ثم يتوجه إلى البلدان الإسكندنافية لخوض تجارب إحترافية هناك وهو في ريعان شبابه قبل أن يشدّ الرحال إلى تركيا ومن ثم إلى اليابان أين لعب موسما واحدا. في إحدى الأندية التابعة لهذا البلد ثم العودة إلى أوروبا الشرقية والإمضاء في سلافيا صوفيا البلغاري الذي نشط فيه لمدة موسمين وقد حاز في أول موسم له على لقب أحسن حارس في بلغاريا بعد الظهور المشرف له مع هذا الفريق، الذي احتل معه هذا الموسم المركز السادس. تألق مبولحي المتواصل جعل عملاق الأندية الأوروبية فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي يبدي اهتمامه به، حيث لم يتوان مدربه آلان فيرغسون في إيفاد مبعوث له إلى بلغاريا لمعاينة هذا الحارس حتى يعوض الحارس الثاني لمانشستر الذي رحل عن الفريق نهاية الموسم الماضي ويهيّأ مبولحي لخلافة الكهل "فان دارسار" وفعلا أعجب المبعوث بمستواه مما جعل الفريق الإنجليزي يبعث دعوة لمبولحي من أجل إجراء تجارب لمانشستر وكان ذلك في شهر مايو الفارط، وقد نال الحارس الجزائري رضا المدرب فارغيسون في الأيام القليلة التي قضاها هناك في انتظار الدعوة الرسمية من فارغيسون الذي فضل متابعته في المونديال وبدون شك يكون قد اقتنع بمستواه وهو الذي أوقف هدّاف الشياطين الحمر (مانشستر) واين روني، ومن المؤكد أن مبولحي ستشتدّ المنافسة بينه وبين شاوشي من أجل الظفر بمنصب أساسي في التشكيلة الوطنية خاصة أن ظهوره الكبير أمام الإنجليز أعاد حسابات سعدان من جديد الذي صرح أمس أنه سيحافظ على التشكيلة الأساسية التي لعبت ضد انجلترا في المباراة القادمة أمام الأمريكان. كما أن أنظار المناجرة العالميين تكون قد اكتشفت الظاهرة العنكبوتية مبولحي من أجل اصطياده وقيادته بالإمضاء في أكبر الأندية الأوروبية سيما وأنه لا زال صغير السن. ومن بين الأندية الطامحة في ضمه، هناك فرق من فرنسا وأخرى من إنجلترا كلها رغبت في الإستفادة من خدمات هذا الحارس الذي يكون قد أنهى مشواره مع فريقه الحالي سلافيا صوفيا وتهافت كبار النوادي العالمية على "الرايس" للظفر بتوقيعه. وأمام مبولحي مشوار كبير مع "الخضر" من أجل المزيد من التألق خاصة وأن النخبة الوطنية تنتظرها مواعيد هامة، بعد المونديال منها تصفيات كأس إفريقيا 2012، ومهما يكن فقد أمتع حارس الخضر الذي كان "ريّسًَا على سفينة المنتخب الجزائري كل الجماهير التي شاهدت المباراة البطولية للاعبينا بموقعة "كيب تاون". حيث صان "مبولحي" شباكه وحافظ على عذريتها أمام الأسود الثلاثة لمنتخب "هوليغانز" فلا جيرارد ولا لامبارد ولا روني ولا هيستي و"لينان" أفلحوا في تهديد مرمى الحارس الجزائري الذي أمّن دفاعه أشد تأمين. فمن منّا من لم ينبهر بأداء مبولحي ورزانته ودقّته وتركيزه على حامل الكرة، حقيقة إنه يتمتع باحترافية كبيرة، لا يقلق في اللحظات الصعبة ولا يبالي بتحركات المنافس، فإذا كان الحارس الشاب شاوشي فوزي صاحب الأداء المتميز في ملحمة أم درمان فإن رايس مبولحي بطل موقعة كيب تاون، في المونديال الإفريقي، فهنيئا للجزائر بأسديها وخمسة في عيون الحساد.