اعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب امس الجمعة ان على الاسرة الدولة الا تقف مكتوفة الايدي ازاء ماساة الشعب السوري، متحدثا خلال ندوة حول سوريا في اطار مؤتمر الامن الذي يجمع مسؤولين ووزراء وقادة عسكريين من الولاياتالمتحدة والعالم في ميونيخ. ومن المقرر ان يشارك نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في المحادثات السبت في ميونيخ بعدما التقى الجمعة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين. وفي مستهل ولايته الثانية نائبا لباراك اوباما سيشدد بايدن على ملف سوريا وسط مخاوف من انتشار النزاع الى خارج الحدود السورية. واعلن البيت الابيض انه سيلتقي في هذا السياق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومعاذ الخطيب والموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي. وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية التي انتهت ولايتها امس الجمعة هيلاري كلينتون من ان ايران تكثف دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وان روسيا تواصل تسليحه، مبدية مخاوف بعدما هددت دمشق بالرد على غارة جوية اسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية بريف دمشق. وقال بن رودز احد مستشاري الامن القومي في البيت الابيض "ما نود رؤيته من جانب بلدان اخرى منها روسيا هو اقرار بوجوب ان يرحل الاسد وان تجري عملية انتقال الى حكومة جديدة في سوريا". واكد معاذ الخطيب خلال ندوة في ميونيخ تناولت الوضع في سوريا استعداده للتحاور بشروط مع نظام الاسد، منددا بشدة ب"صمت" المجتمع الدولي ازاء "المأساة" التي يعيشها السوريون. والتقى الابراهيمي في وقت متاخر من ليل الجمعة السبت لبحث الوضع في سوريا. وقال الخطيب انه "في بادرة حسن نية .. نحن مستعدون للاجتماع مع هذا النظام حول طاولة مفاوضات"، رافضا في الوقت نفسه ان يكون من سيمثل النظام السوري في هذه المفاوضات اشخاص "ايديهم ملطخة بالدماء". واتى تصريح الخطيب غداة اعلانه المفاجىء بانه "مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة او تونس او اسطنبول"، بشرط اطلاق 160 الف معتقل وتمديد او تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج. لكن جزءا من المعارضة سارع الى رفض مبادرة الخطيب، معتبرا انها تتناقض مع مبادىء الائتلاف الرافضة للحوار مع نظام الاسد، غير ان الائتلاف عاد ووافق الجمعة، للمرة الاولى، على مبدأ الحوار مع النظام، مشددا في الوقت نفسه على ان اي حوار يجب ان يؤدي الى تنحي الاسد. وسئل الخطيب عما سيطلبه من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي فقال ان "كل ما يمكن فعله لوقف الظلم هو مقبول" مضيفا ان "الشعب السوري يعيش حاليا مأساة". ودعا الى "التشويش الالكتروني بطريقة ما" على الطائرات الحربية السورية لمنعها من قصف المدنيين السوريين. واضاف "اذا لم يأت ذلك بنتيجة سوف اطالب بتدمير طائرات النظام السوري واسلحته لانه من غير المقبول ان يقف المجتمع الدولي متفرجا ويكتفي بمشاهدة ما يجري للشعب السوري". وقال ان "النظام مدعوم من صمت المجتمع الدولي" مضيفا "اننا نكره الحرب، ولا ندعو الى الحرب .. انني احذر من انه اذا ما استمرت هذه الازمة فستكون عواقبها وخيمة على المنطقة برمتها". من جهته دعا الابراهيمي الى صدور "قرار واضح" عن مجلس الامن يحدد جدولا زمنيا لحل سلمي. ومن ابرز المواضيع المطروحة ايضا على جدول اعمال مؤتمر ميونيخ الملف الايراني. ودعا بايدن ايران الجمعة في برلين في مستهل جولته الاوروبية المصغرة على ثلاث دول الى استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي محذرا في الوقت نفسه بان فرص التفاوض مع الغرب لن تكون مفتوحة الى ما لا نهاية.