حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لبنان من أنه سيكون مسؤولا إذا ما وقعت مواجهة عنيفة وخطيرة على حد تعبيره مع أسطول السفن الذي ينوي التوجه من لبنان إلى قطاع غزة، حاملا مساعدات إنسانية، رغم إعلان حزب الله أنه لن يشارك في هذه السفن. وجاء تحذير باراك قبيل توجهه أمس إلى الولاياتالمتحدة، حيث كان من المقرر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة ووزيرةَ الخارجية الأميركية، وعددا من قادة المخابرات العسكرية الأميركية. ويأتي هذا التحذير بعد أن توعدت إسرائيل بوقف السفن التي ستبحر من لبنان لنقل مساعدات إلى قطاع غزة، وأكدت أنها تحتفظ بما أسمته حقها في استخدام كل الوسائل اللازمة لوقفها. وقالت إسرائيل في رسالة وجهتها إلى بان كي مون ولمجلس الأمن الدولي السفيرة الإسرائيلية غابريلا شاليف، إنه في ضوء الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحالة العداء بين لبنان وإسرائيل، تحتفظ إسرائيل بحقها بموجب القانون الدولي في استخدام كل الوسائل اللازمة لمنع هذه السفن من خرق الحصار البحري الحالي المفروض على قطاع غزة. وقالت شاليف إنه يبدو أن عددا صغيرا من السفن يعتزم الإبحار من لبنان، وإنه رغم إعلان المنظمين أنهم يرغبون في نقل مساعدات إلى غزة فإن الطبيعة الحقيقية لأعمالهم مازالت محل شك. وأضافت أن المنظمين قالوا إنهم يريدون أن يصبحوا شهداء، زاعمة أن هناك صلة محتملة بحزب الله اللبناني الذي دعا زعيمه حسن نصر الله اللبنانيين إلى المشاركة في مثل هذه الأساطيل. وقالت ونتيجة لذلك لا يمكن لإسرائيل أن تستبعد احتمال أن يتم تهريب إرهابيين أو أسلحة على متن تلك السفن المعنية، ودعت الحكومة اللبنانية إلى وقف هذه السفن، والمجتمع الدولي إلى استخدام نفوذه لثني مواطنيه عن المشاركة في هذا العمل. وتسعى إسرائيل بهذا التحرك الدبلوماسي إلى تجنب آثار سلبية محتملة كتلك التي وقعت عندما هاجمت أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إلى غزة في 31 ماي في البحر المتوسط، مما أدى إلى مقتل ثمانية أتراك وأميركي تركي على متن الأسطول. ويأتي ذلك حتى بعد أن أعلن حزب الله عدم المشاركة في هذه السفن، وذلك من أجل تفويت الفرصة على إسرائيل لاتخاذ أي ذريعة للاعتداء على المشاركين. وجاء في بيان صدر عن حزب الله الجمعة -تعليقا على التصريحات الإسرائيلية التي تناولت السفن المغادرة من الموانئ اللبنانية بالتهديد- أنه قرر منذ البداية أن يبقى بعيدا عن هذا التحرك الإنساني، سواء على مستوى التنسيق أو الدعم اللوجستي أو المشاركة البشرية، ليس بخلا وإنما ليفوت على العدو فرصة اتخاذ أي ذريعة للاعتداء على المشاركين في هذا التحرك. وأشاد الحزب في بيانه بكل الخطوات الإنسانية الهادفة إلى كسر الحصار عن أهلنا الشرفاء في قطاع غزة، ومنها حركة السفن السابقة واللاحقة. كما أشاد بشجاعة وشهامة القائمين بها والمشاركين فيها. وفي موضوع متصل اعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس ان إسرائيل ستنهي حصارها لقطاع غزة شرط إطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط ، ووقف إطلاق الصواريخ منالقطاع في اتجاه المدن الاسرائيلية. ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن بيريز قوله خلال افتتاح مؤتمر الوكالة اليهودية في مدينة القدس:إن هدف انسحاب إسرائيل من قطاع غزة هو تطبيق حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. وتابع بيريز قائلا: إذا كانت وجهة غزة نحو السلام فلن تكون هناك حاجة لتنظيم قوافل انسانية لمساعدة سكانها.. ان اولئك الذين يحاولون نزع الشرعية عن دولة إسرائيل يضفون بالفعل الشرعية على التنظيمات الارهابية. وتساءل بيريز ردا على سؤال أحد الصحفيين: هل توافق غزة على السلام والمفاوضات واطلاق سراح شاليط؟ إذا تم تحقيق ذلك فلا حاجة لفرض الحصار على هذه المنطقة.