منذ أزيد من ثلاثين سنة على الأقل حديث طويل وكلام كثير ولغط كبير عن المعالم الأثرية نقطة «إضافية» دوما ضمن جداول أعمال المسؤولين وعنوان «ثانوي» وسط كمّ هائل من «الأولويات» و.... أية أولوية وأولويات هاته وحقب ثرية من التاريخ تتهاوى حجرا حجراً على طريق الاندثار وقطع نادرة من عمران نادر هاهنا أمامكم سادتي وأمامنا حطاما وركاما أوكارا للسكارى والهامشيين وأطلالا تستجدي الزمن هل من دانٍ هل من باكٍ؟ منذ أزيد من 30 سنة سمعنا وسمعتم من دوك شبك سادتي الكرام عن ترميم قصر الباي بوشلاغم ومسجده عن الكتدرائية عن أبواب الحمراء والجيارة عن السكاليرا أسفل الحي العتيق سيدي الهواري عن كنيسة سان لوي بنفس الحي عن قلعة «سانتا كروز» عن قاعة الأوبرا عن حلبة الثيران عن معالم و«أرسام» وهران... و... لو لا بعض الجمعيات وبضع غيورين على كنوز المدينة لطويت الملفات ولسويت الأرضيات ولتحولت هذه المحميّات (فرضا) إلى «نوتيرات» .. هذه «كليمة» موجهة إلى بناة أبراج الزجاج والخشب وتنبيه للغافل وتذكير للعاقل أن ينظروا إلى أقوام يحقرون الأرض وينقبون عن مدن غابرة يجلون عنها التراب ورمال الصحاري حين غضضنا النظر عن معالمنا يطمرها النسيان ! وعجبا وشتان بين عاقل يبحث في التاريخ ويحفر وغفلان ولهان بالواجهات ولا يتذكر!...