أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن الدولة "لن تتوانى اطلاقا عن محاسبة كل من تثبت ادانته قانونيا مع الحرص على استعادة الحقوق المغتصبة" فيما يخص تبديد المال العام. واوضح رئيس الجمهورية في رسالة الى المشاركين في ملتقى حول تطور جيش التحرير اثناء ثورة الفاتح نوفمبر المنظمة بمناسبة إحياء الذكرى ال 51 لعيد النصر قرأها نيابة عنه السيد محمد علي بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية, أنه "فيما يتعلق بمحاولات الاثراء بغير وجه حق وعلى حساب المال العام وحقوق المجموعة الوطنية, فان سلطان القانون سيكون الفاصل والفيصل وأن الدولة عاقدة العزم على فرض الجدية والنزاهة في العمل ولن تتوانى اطلاقا عن محاسبة كل من تثبت ادانته قانونيا مع الحرص على استعادة الحقوق المغتصبة." وأضاف الرئيس بوتفليقة أن العدالة "هي الآن من الكفاءة ما يجعلها قادرة على المتابعة" مشيرا الى أن "كل ما يحيط بنا من الواجبات يملي على الدولة أن تكون قوية مهابة تمارس سلطتها الكاملة في كنف قوانين الجمهورية وبالشكل الذي يعزز إطمئنان الجميع الى قدراتها على حماية الناس في أرواحهم وأرزاقهم وكرامتهم". وذكر رئيس الجمهورية في رسالته بأن الجزائر "وهي تبذل جهودها وتعمل بعزيمة وطنية صادقة على توظيف جميع امكانياتها وحماية ثرواتها وتنويع مصادر دخلها بحاجة الى كفاءات أبنائها في المقام الاول". وأشار الى أن "الكفاءة المطلوبة لا تقتصر على المهارة التقنية والتحكم في مجال النشاط بل ينبغي أن يتعدى ذلك الى التقيد بواجبات المسؤولية وبفريضة صون الامانة وترجمة ذلك بالاخلاص ونظافة اليد ومراعاة مصلحة البلاد أولا واخيرا". إن المشاريع الكبرى وورشاتها الموزعة في كل أرجاء الجزائر --يضيف رئيس الجمهورية في رسالته-- "تحتاج الى هذا الصنف من الكفاءات المخلصة وتحتاج الى من يوصلها الى غايتها المنشودة بأقل الخسائر, فهي مشاريع تبنى بثروات الامة ولصالح الامة وهي أمانة ثقيلة". * معاقبة المقصرين مهما كانت مناصبهم وأشار في هذا الاطار الى أن "هناك جوانب من التقصير والاخطاء التي رافقت عمليات انجاز بعض المشاريع منها ما يجد عذره لاسباب عديدة ومنها ما يجب الوقوف عنده ومحاسبة المقصرين فيه مهما كانت مناصبهم". وذكر رئيس الجمهورية في رسالته بالجهوذ المبذولة في مختلف الميادين قائلا "اننا جميعا بذلنا ما في الوسع طوال السنوات الماضية من أجل تدارك ما فات وتوفير أسباب الانتقال الفعلي الى مرحلة جديدة في مجال البناء". واعتبر أن ما تحقق من منشآت قاعدية كبرى وما انجز في مختلف ميادين الاعمار والطرق وحشد الموارد المائية والتعليم والصحة وغيرها هي "شواهد اثبات على هذا الجهد وعلى أن هناك من أبناء هذا الوطن من يعمل بوعي وبملء الشعور بالمسؤولية والاخلاص". * محطة مفصلية في التاريخ الجزائري أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن يوم 19 مارس 1962 "محطة مفصلية في التاريخ الجزائري ينطوي على مدلول قيمي كبير وعلى زاد نفيس من الدروس والعبر التي يتعين على الجيل الجديد أن يتزود ويستفيد منه". وأوضح رئيس الجمهورية أنه "في مثل هذا اليوم افتكت الامة ما أرادته وبالقدر الذي يتكافأ مع ما تكبدته من الويلات وما بذلته من المهج والتضحيات ووفق الخطة التي سارت عليها ثورة التحريرمن وحدة التراب الوطني واستقلال يشمل السيادة الكاملة للدولة الجزائرية". "كان النصر الذي نحتفل بذكراه اليوم --يؤكد رئيس الجمهورية-- " ايذانا لبداية مسار تاريخي جديد يتمثل في الكفاح من أجل البناء والتعمير يستلهم عزيمته من تلك الروح التي حدت مسيرة استرجاع السيادة الوطنية وتخليص الوطن من الاحتلال الاجنبي". "فلقد أثبتت تلك الروح --يضيف الرئيس بوتفليقة في رسالته-- " أهميتها عندما حصنت الانتصار ذاته من المحاولات التي كانت تطمح الى الالتفاف عليه وكان حضورها خير معين على تحقيق الاهداف التي كانت ترمي الى التخلص من مخلفات الاستعمار وهي مهمة لا تقل شأنا ولا خطورة عن الكفاح من أجل التحرر ذاته ". وأضاف ان "المحافظة على الروح وابقاء جذورها متأججة هي اليوم ضرورة كما كانت بالامس وأن نوعية العمل الوطني الذي يجري انجازه يفرض التسلح بروح الوطنية علما أن صون مصلحة البلاد ليس شعارا للاستهلاك بل هو ضرورة حيوية ومصيرية". وأبرز الرئيس بوتفليقة أنه "يحق لكل جزائري ولكل جزائرية أن يختار الاتجاه الذي يحقق به ذاته ومن واجب الدولة أن تحميه وتضمن له حرية الانتساب والحق في التعبير عن قناعاته والدعاية لها" لكن --كما قال-- "عندما يتعلق الامر بالوطن وبمصيره وسلامته وحرمته وسيادته, فاننا نلتزم كلنا بالموقف الواحد وهو لا يصطدم بأي حال مع التجديد والاصلاح". * لا ولاء إلا الوطن وأكد رئيس الدولة في رسالته أنه "اذا كان من حق الناس أن يعملوا وأن يختلفوا كيفما يشاؤون فان هناك سقفا لا يسوغ لأحد أن يتطاول أو يعلو عليه, انه سقف الوطن الذي لايكون الولاء إلا له". وذكر رئيس الجمهورية قائلا: "بالامس القريب كانت حمولة الانتصار الذي حققناه بالدم والروح الوطنية السخية المتوارثة عبرالاجيال هي التي ساعدتنا على تجاوز المحن والابتلاءات بما في ذلك ما عشناه إبان عشرية البغي والدمار". وأوضح في ذات السياق أن "هذا التراث الطيب ذاته هو الذي حول فقدان التوازن على طاقة مقوية مكنت الوطن من أن يعود الى واحدة السكينة والمصالحة والالتحام والوحدة بنفس القوة والى استئناف مسار التنمية والنهوض".