تعرف شبكة النقل بولاية وهران منذ فترة اختفاء العديد من الخطوط الحضرية التي كانت هامة واستراتيجية بالنظر إلى الخدمة الكبيرة التي كانت تقدمها لشريحة واسعة من سكان المدينة، غير أنه وبمرور الوقت تقلص عدد الناقلين العاملين بها الى أن اختفت كليا عن خريطة النقل. ومن بينها الخط رقم (6) الذي كان يربط مابين حي سيدي الهواري ووسط المدينة وحي اكميل وصولا الى حد العثمانية مارافال (سابقا) وهناك ايضا الخط رقم (16) الذي كان يقطع مسافة كبيرة جدا تعتبر الأطول بين الخطوط الحضرية العاملة بالشبكة ويستغرق أكثر من 60 دقيقة للتنقل مابين المحطتين النهائيتين. هذا بالاضافة الى خط 13 الذي كان يربط بين حي الضاية وحي سيدي الهواري مرورا بابن سينا والحمري والمدينةالجديدة ووسط المدينة. وحسب مصادر عليمة فإن هذه الخطوط وغيرها قد إختفت من تلقاء نفسها ولأسباب عديدة قاهرة تخص الناقلين المعنيين وحدهم، وليس بقرار من مديرية النقل، وتتوقع مصادر الخبر أن يحدث نفس الشيء مع ناقلين آخرين ينشطون في خطوط مغايرة ومنها الخط (C) و(1) و(49) لأن أصحابها يشتكون من نفس المشاكل والعراقيل تقريبا ولم تنفع احتجاجاتهم وتنديداتهم لتصليح الاوضاع. فتعددت الاسباب والنتيجة بقيت واحدة وهي تضرر شريحة كبيرة من المواطنين الذين كانوا يستعملون الخطوط المذكورة من أجل التنقل، وخاصة العمال والمتمدرسين رغم أن العديد من النقاط الايجابية كانت تميز هذه الخطوط كربطها بين عدة أحياء، وجميعها توصل الى وسط المدينة باعتباره مقصد عامة الناس لقضاء مصالحهم، أما اليوم فالأغلبية يستعمل خطين أو أكثر للتنقل. وما يعتبره المواطن إيجابيا رآه الناقلون عكس ذلك، فقد زادت شكاويهم في تلك الفترة من تراجع مداخيل هذه الخطوط، فكانوا يقطعون مسافات طويلة جدا قد تستغرق ساعة كاملة أو أكثر مقابلة 10 دنانير فقط. كما طرح هؤلاء الناقلين أيضا مشكل المنافسة غير الشرعية وتداخل عدة خطوط في مسار واحد، وكل هذه الامور جعلتهم ينسحبون عن هذا النشاط واحدا تلو الآخر حتى اختفت الخطوط نهائيا وترجع النقابة هذا الوضع الى غياب خطة نقل محكمة ومدروسة تعالج كل هذه الامور. أما اليوم فطلبت النقابة الوطنية للناقلين من المديرية إعادة فتح هذه الخطوط استجابة لمطالب عدد كبير من المواطنين وذلك بفضل الاعتمادات الجديدة لمزاولة النشاط التي تمنح للشباب بموجب التعليمة الوزارية الاخيرة، فليس المهم مضاعفة عدد الحافلات بالخطوط المتشبعة المعروفة، ولكن الأهم هو تدعيم المسارات التي لاتزال تعاني النقص ومن ذلك الخطوط شبه الحضرية والريفية ايضا. فالسكان هناك يعانون كثيرا من صعوبة التنقل وخاصة المتمدرسين الذين يقطعون مسافات طويلة سيرا على الاقدام للإلتحاق بمؤسساتهم في إطار انعدام الخطوط شبه الحضرية والنقل المدرسي، والعكس يحدث بمناطق أخرى حيث أدى تشبع خطوط ب و U و11 وغيرها الى ظهور منافسة كبيرة وفوضى كبيرة منذ فترة.