من المنتظر أن تعرض اليوم مديرية البناء والتعمير دفتر الشروط الخاص بمشروع مسجد »بن باديس« على لجنة الصفقات الوطنية للتأشير عليه بالمصادقة. جاء هذا خلال الزيارة التفقدية التي أجراها وزير الشؤون الدينية أمس وقف من خلالها على نسبة تقدم المشروع والتعديلات التي فرضها قانون 2003. وفي هذا الصدد أكد ذات المسؤول أن كل الإجراءات الإدارية والقانونية سواء المتعلقة بالدراسات أو دفاتر الشروط تسير بوتيرة أسرع وهو ما يؤكد أن المشروع قد تخطى العراقيل وانتقل إلى مرحلة جديدة بالإعلان قريبا عن الإستشارة المحددة والمشروع في تجسيد المستجدات التقنية التي طرأت على الإنجاز مباشرة بعد تأشير لجنة الصفقات بالموافقة. الملف يتضمن إنجاز دعائم لتقوية أساسات الهيكل وفق توصيات مركز المراقبة التقنية واللجنة الوطنية للأبحاث ضد الزلازل التي أوصت بضرورة تدعيم المبنى وحمايته من الكوارث الطبيعية حسبما ينص عليه قانون 2003 الذي اشترط بدوره تعزيز كل الإنجازات بتقنيات مقاومته للزلازل على إثر حادثة بومرداس. تدعيم الهيكل حسب البطاقة الفنية التي أعدها المهندسون يعتمد على إنجاز حزام يشد الركائز بالجهة العلوية وهي تقنية يستعملها أهل الإختصاص لوقاية المبنى من الزلازل . وحسب نفس المعطيات فإن الأشغال الكبرى للمشروع لم تتجاوز لحد الآن 30٪ فقط لأسباب حصرها المشرفون على الورشات في التدابير الجديدة التي تبنتها الجهة الوصية لتقوية الأساسات قبل الشروع في المراحل الأخرى لاسيما أن الوصاية قد ألزمت أصحاب الإنجاز باحترام البنود التي نص عليها قانون 2003. فمسجد بن باديس يضم قاعة للصلاة تتربع على مساحة 6000 متر مربع وتتسع ل 12 ألف مصلي إلى جانب حظيرة للسيارات التي تعتمد على مسافة 5000 متر مربع بطاقة استيعاب تساوي 300 مركبة و42 محلا تجاريا ستنطلق الأشغال بها قريبا بالموازاة مع الورشات الأخرى. وسيتعزز المشروع كذلك بمركز للفنون الإسلامية الذي يحتوي بدوره على مكتبة ورشات للصناعة التقليدية وكل ما يتعلق بالفن الإسلامي إضافة الى 6 سكنات وظيفية وهذا على امتداد 6000 متر مربع حيث ستشرع مديرية البناء والتعمير في فتح الأظرفة نهاية الشهرز الجاري بعد الإعلان عن المناقصة الوطنية في 25 ماي الفارط . ومن بين الإنجازات التي سيتدعم بها المسجد إنشاء مدخل ثالث بشكل يسمح بتفادي الضغط الذي ستشهده البناية نتيجة التوافد الكبير للمركبات أما بالنسبة للمنارة ستنطلق الأشغال بها خلال الأيام القليلة المقبلة مع الشروع في ورشات التزيين بعد الإنتهاء من دراسة مشروع إنجاز مدخل الإمام الذي هو حاليا في مرحلة تحليل العروض. المشروع في حد ذاته إصطدم بعدة عراقيل منذ سنة 1974 حيث لم ير النور بعد رغم مرور قرابة 36 سنة من الإعلان عنه لأسباب مالية ثم إدارية إلى أن سحب المشروع من الجمعية التي كانت تتكفل به سابقا لتسند العملية وبالضبط في سنة 2008 إلى مديرية البناء والتعمير حيث تدعم الإنجاز بتركيبة مالية تساوي 5 ملايير سنتيم والحصة المقتطعة من البرنامج الخماسي السابق لتغطية جميع مصاريف الورشات خاصة المسجد يعد تحفة معمارية خاصة وتحتاج إلى تجنيد كل الوسائل البشرية والمادية لإتمام العملية.