مرة أخرى راح الوهرانيون ضحايا التلاعب بتواريخ تسليم المشروع الضخم لمسجد عبد الحميد ابن باديس، حيث لن يصلي هؤلاء هذه السنة بالمسجد بعد أن حدد أقصى حد لاختتام أشغال الإنجاز في 2009 وفي كولسة زيارة عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، أكدت مصادر مسؤولة لجريدة البلاد، أن المسجد الأعظم سيسلم بشكل رسمي مع نهاية 2011 وبداية سنة 2012 لينجر عن ذلك استغراق إنجاز جامع عبد الحميد ابن باديس 34 سنة. ولم تمر وقفة وزير الشؤون الدينية على المشروع أمس بسلام، حيث تهاطلت عليه شكاوى تتعلق بديون مكتب الدراسات باتنة الذي احتج على عدم تقاضيه منذ ما يزيد عن سنتين، 1.6 مليار سنتيم وهي قيمة مالية خاصة بمتابعة الدراسة المنجزة في ,2006 حيث أشرف المكتب على إعداد الشكل الخارجي للجامع وتقنيات وضع مساكات الأسطح وإعداد الديكور الخارجي لهيكل المسجد، غير أن هذه الدراسة المكلفة، لم تسدد من الجمعية الدينية المتابنية للمشروع. علما أنه قد جرى حلها منذ السنة الماضية بعد أن تقرر تحويل الإنجاز إلى مديرية التعمير والابناء، ومن هذا المنطلق غادرت الجمعية تاركة وراءها تراكمات غذّت تعطل المشروع، في حين تم -حسب مسؤول مكتب الدراسات باتنة- تسديد ما يتعلق بمستحقات المتابعة فقط وفي الوقت الذي انشغلت فيه مديرية التعمير أثناء تقديم شروحات لغلام الله حول أمور التزيين والإمكانات الموفرة لتلبيس هيكل مسجد عبد الحميد ابن باديس، أعاب وزير الشؤون الدينية على السلطات المحلية اهتمامها المسبق بالتنميق والتزيين دون إعطاء الأولوية لإنهاء الأشغال المكملة وهي أعمال أوكلت إلى مؤسسة ''أم سي سيي'' للغرب، على أن تختتم شهر جويلية المقبل. وتوقعت مصادر مسؤولة تأخر المشروع مجددا لعدم وجود تحضيرات عملية وجدية تنقد الإنجاز من التعطل، إذ أوضحت أن الموقع سيعرف التسليم بشكل رسمي مع أواخر 2011 وبداية ,2012 حيث لن يتم اختتامه هذه السنة وتدشينه من قبل رئيس الجمهورية، على غرار ما دوّن في أجندة المشروع ودون منازع، فإن التأخر توضح، سيما وأن المابنى بدا هيكله عاريا في جوانبه ومنه حتم ذلك استغراق وقت لتكملته بدل ترقيعه. يذكر أن مسجد عبد الحميد ابن باديس أعاق إنجازه شح الميزانية المخصصة إليه، فبعد فضيحة الغش في بناء الأعمدة ومن ثم هدمها، تم بناؤها من جديد، عرف عقب التبرع له بأزيد من 14 مليار وتدعيمه من خزينة الدولة، مشكلا آخر في إنجاز الصومعة، حيث عجزت الكفاءات المحلية عن تشييدها في ما أقدم على بنائها الصينيين، هذا وأقر وزير الشؤون الدينية من وهران بمعاقبة الشخص الذي ادّعى من ولاية معسكر أنه المهدي المنتظر دون أن يحدد آليات ذلك. وفي حديثة عن الدعاية السياسية في المساجد، أكد غلام الله توجيه تعليمات صارمة بمنع جمع التوقيعات للاستحقاقات المقبلة بالمساجد. كما فنّد تراجع قيمة الأموال المحصلة من صندوق الزكاة، في سياق متصل اشتكى عدد من الأئمة في اللقاء الذي جمعهم بوزير الشؤون الدينية عدم تقاضي العشرات لرواتبهم منذ 8 سنوات وقد جاء ذلك عقبة الانتقادات المطروحة من هذه الفئة حول نقائص القانون الأساسي للأئمة، إذ وردت فيه، على حد تعبيره، العديد من الأمور الغامضة التي تتعلق بحقوقهم وواجباتهم.