تسود هذه الأيّام موجة من الغضب في أوساط الفلاّحين الذّين وجدوا أنفسهم بين فكّي البزناسية و إدارة التّعاونيات الفلاحية الّتي لم ترق إلى مستوى التّحضير الفعلي لموسم الحصاد الحالي. و القشّة الّتي أطفحت كأس غيض الفلاّحين... وجود المنقلات أو العربات اليدوية وسط طوابير كبيرة من السّيّارات النّفعية و حتّى سيّارات الأجرة الّتي باتت تنافس الفلاّح في انتظار دوره من أجل دفع محصوله إلى مخازن تعاونية الحبوب الكائنة بالبلديات الجنوب غربي لتيارت و هذا رغم قرار المجلس الشّعبي البلدي و التّعليمة الولائية المنشورة في مقرّ الدوائر ، من أجل منع هذه المظاهر السلبية قد تعيق نشاطهم يقول الفلاّحون. و حسب تصريحات الفلاّحين بعين المكان فإنّ تموقع العربات اليدوية أو السّيّارات النّفعية أو كلّ ما خطر على بال البزناسية... يتخلّى أصحابها عن مواقعها بمبالغ خيالية تتراوح بين 3000 دج و أصبح لل « برويطة» شأن يغني صاحبها حتّى يتنازل عن موقعها للفلاّح مقابل 6000 دج حسبة رتبة العتاد صبيحة كلّ يوم.
إلاّ أنّ غالبية الفلاّحين قد عزفوا عن دفع محاصيلهم إلى التعاونية الفلاحية بفرندة و مخازنها، و فضّلوا إقصاء أنفسهم طواعية حتّى تحارب الظّاهرة بقرارات فوقية صارمة أو يلجؤون إلى بيع محاصيلهم إلى بزناسية الحبوب الجافّة الّذين يحملون المحاصيل الفلاحية إلى الحدود الشّرقية و الغربية على حدّ سواء كما أن غياب الجديّة في تحضير موسم الحصاد و الدّرس الحالي، بعيدا عن الواقعية الميدانية ، وضع الفلاّح التيارتي أمام عدّة اختيارات صعبة، فهو إمّا أن يصبر على البزناسية الّذين لا علاقة لهم بالفلاحة أو عليه أن يخزن منتوجه في بيته حتّى يظهر المنقذ له من براثن إدارته الّتي هيّئت كلّ الحلول للموسم الحالي على أجهزة الكمبيوتر و بناء على توقّعات قامت بها مصالح التّعاونيات في مارس الماضي قبل نضح السّنابل الّتي كذّبت توقّعات المهندسين و رفعتها من 13 قنطار في الهكتار الواحد إلى معدّل 22 هكتارا في الهكتار الواحد.
و في ظلّ الفوضى الّتي تسود القطاع الفلاحي بسبب أخطاء إدارية تتفاقم من موسم إلى موسم... تبقى مؤسّسة تعاونيات الحبوب و الخضر الجافّة بتيارت مفلسة و تبقى تعتمد على تعاونيات ولاية غليزان من أجل توفير مداخل تمكّنها من تسديد رتب الموظّفين، حسب مصادرنا المطّلعة، كما تبقى مقاطعة حملة دفع المحاصيل إلى التّعاونية ممكنة جدّا... خاصّة و أنّ ما لاحظناه ميدانيّا يؤّكد الفرضية في ظلّ قلّت العربات الفلاحية المحمّلة بأكياس القمح و الشّعير. فأين هي تصريحات وزير الفلاحة من الواقع الميداني و معاناة الفلاّحين خاصة وانه زار الولاية مؤخراوأعطى انطلاق حملة الحصاد والدرس .