تتواصل بولاية معسكرعملية جمع محاصيل الحبوب على مستوى نقاط التخزين المنتشرة عبر الدوائر والبلديات وذلك بعد انتهاء عملية الحصاد التي شملت 135700 هكتار من مختلف أصناف الحبوب من أصل 140800 هكتار المزروعة بالحبوب خلال هذا الموسم حسبما أفاد به السيد بولنوار الغالي رئيس مصلحة تنظيم الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بولاية معسكر والذي أشار إلى أن عملية الجمع هذه ستستمر إلى غاية 31 أوت المقبل. وفي حين إشتكى أحد الفلاحين من رفض تعاونية الحبوب والبقول الجافة استلام إنتاجه من الشعير بحجة إمتلاء المخازن بكل نقاط الجمع في حين نفى مسؤول القطاع الفلاحي بالنيابة مثل هذا الرفض إلا في إطار التعليمة التي تلقّتها تعاونيات الحبوب والبقول الجافة من الديوان المهني للحبوب والتي تشترط شراء محصول المنتجين بتوفرهم على وثيقة التصريح بالبذر أو فاتورة اقتناء بذورهم لدى تعاونية الحبوب والبقول الجافة علما أن التصريح بالبذر تسلمه البلديات طيلة حملة الحرث والبذرالممتدة من أكتوبر إلى غاية 31 مارس من كل عام. وهو ما أكده مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة بمعسكر الذي أضاف إلى الشرطين المذكورين شرط جودة المحصول مشيرا إلى أن التعاونية ترفض إستلام الحبوب الرديئة النوعية نافيا أن تكون تعاونيتهم قد ردّت أي إنتاج خارج الشروط المذكورة أو عجزت عن إستقبال المحاصيل التي تصل إلى مخازنها. واستدل مسؤول تعاونية الحبوب والبقول الجافة بولاية معسكر على حسن سير العملية باستقبال تعاونيتهم إلى غاية الأحد الفارط 120 ألف قنطار من مادة الشعير وحدها خاصة ب610 فلاحين وذلك من أصل 254000 قنطار جمعتها ذات التعاونية من 1600 فلاح منهم 1100 فلاح تقاضوا ثمن محصولهم أي ما يعادل 60٪ من كمية الحبوب المجموعة إلى الآن أما بخصوص المحصول الإجمالي لحملة الحصاد لهذا الموسم فبلغ مليونين و200 ألف قنطار حسب مسؤول القطاع الفلاحي بالنيابة وهو ثاني أكبر محصول للحبوب تحققه ولاية معسكر منذ نشأتها عام 1974 كما أرجع ذات المسؤول بعد محصول العام الماضي المقدر ب 8،2 مليون قنطار أرجع الفرق بين المحصولين إلى تراجع المساحة المحصودة بحوالي 5 آلاف هكتار مقارنة مع الموسم الماضي وكذا إلى تضرر أكثر من 10 آلاف هكتار من الحبوب خلال هذا الموسم جراء فترة الجفاف التي امتدت من 14 مارس إلى 21 أفريل فضلا عن الحرائق التي إلتهمت 35 هكتار من حقول الحبوب وهي مساحة ضئيلة إذا قيست بخسائر الحرائق خلال المواسم الماضية وبخصوص تشبع بعض نقاط جمع الحبوب أشار السيد بولنوار إلى أنها حالة عادية بحكم المنتوج القياسي لهذا العام ودعا المنتجين إلى إظهار بعض المرونة في التعامل مع هذا الوضع بنقل وتسليم محصولهم حيث تتوفر هياكل التخزين حتى وإن كلفهم ذلك بعض الجهد الإضافي ملاحظا أن السيد والي ولاية معسكر قد وجه تعليمة إلى رؤساء الدوائر والبلديات لتسخير كل الهياكل غير المستغلة لجمع وتخزين الحبوب ومن ذلك تسخير دائرة تغنيف، لعنابر ومستودعات شركة النجارة العامة المحلولة بتغنيف واستغلالها كنقطة تجميع الحبوب. ويقتطع الشعير أكبر حصة في محصول هذا الموسم مساحة وإنتاجا إذ تم حصاد 480.56 هكتار جمع منها أصحابها 898 ألف قنطار يليه القمح اللين (الفرينة) ب 025.47 هكتار محصود وأكثر من 705 آلاف قنطار من الحبوب ثم القمح الصلب بمساحة محصودة قدرت ب 899.22هكتار أعطت ما يزيد عن 343 ألف قنطار يضاف إلى ذلك حوالي 66 ألف قنطار من الخرطال الناتجة عن حصاد حوالي 4360 هكتار ولذا فمن المنطقي أن تخصص هياكل التخزين الأساسية التي تتوفر عليها تعاونية الحبوب والبقول الجافة للمحاصيل الإستراتيجية المتمثلة في القمح بصنفيه علما أن هذه التعاونية تتوفر على طاقة تخزين خاصة بها تسع 713 ألف قنطار دعمتها بطاقة تخزينية إضافية مستأجرة تقدر ب177 ألف قنطار ورغم ذلك يبقى العجز في هذا المجال واضحا كون إمكانيات التخزين هذه لا تكفي لإستقبال إنتاج القمح بصنفيه. وأثناء جمعنا لهذه المعطيات سمعنا تلميحات تفيد إلى أنه حتى الشروط المفروضة هذا العام من طرف إدارة الديوان المهني للحبوب لا تمنع المضاربين من الإستحواذ على حصة الأسد من أموال الدعم من خلال شراء الحبوب على المنتجين بأثمان بخسة في السوق وإعادة بيعها للتعاونيات الفلاحية بالسعر المدعم من طرف الدولة إما بواسطة فلاحين تتوفر فيهم شروط التعامل مع هذه التعاونيات وإما بتوفير هذه الشروط بوسائلهم »المعروفة« إذ ليست التصاريح بالبذر هي التي تقف عائقا أمام هؤلاء المضاربين في تحقيق مآربهم وللإشارة فإن أسعار شراء الحبوب من طرف تعاونيات الحبوب هي نفسها أسعار الموسم الماضي والمتمثلة في 2500 دج للقنطار الواحد من الشعير و3500 دج لقنطار القمح اللين »الفرينة« و4500 دج لقنطارالقمح الصلب.