الحوت الأزرق يتراقص هذا المساء عندما استيقظت من زمن الشوق العصامي ... نهضت.. علي ىسمفونيات الموج العالي..الذي ابدع ألحان القصص … ألحانا لا تعرف سردها إلا شهرزاد إلى شهريار زمانه. عندما ..استيقظت ذات مساء و سقطت قطرة ماء من سحاب السماء على وجهي و أنا.. أداعب خصلات حلمي بعدما .. طلقت الحزن الدفين في لحظات .. فتحت عيوني ..قبل المطر و كانت اسود وهران مثقلة بحكايا السنين ...تحمل ..بين طياتها أوراق الطفولة و أصوات البائعين . أوراق الصيف أبت ..إلا أن تحمل هيكل القصر الرخامي... إلى ثنايا ..هضبة تحميها صهوة المرجاجو. و اسود وهران..تحاول أن تنزع الغبار علي ذاكرتها المنسية التي بدأت تضيع ..مع ابنائها المهاجرين إلى عواصم غزتها جسور الحالمين ..و حضر من خلف اصوات البشر شيخ هرم ، يحمل في محفظته القديمة روائع المدينة و راح المنادي ينسج الاشعار من لحن الوتر و يدعو في خجل ، اليوم ..عرس تقيمه نوارس المدينة و كل من يحمل الكراس و أقلام الرصاص و يحسن صنع عرش من ورق الصفصاف.. مدعو لحضور الوليمة . لا أذري كيف جئتك ذات مساء يا سيد الاحلام و حارس الاسود التي لا تنام ،أحمل حلم الحكايا ووهران .. حلم أبحث عنه في صدر طفلة اشتاقت .. إلى الركض بين فيافي الزمن و إلى الشرائط الحمراء و عرائس الخشب المتحدثة بنبض بلادي . آتيتك .. يا سيد الاحلام بوجه ..يطفئ نصف القمر وشوقي امتزج برموش المطر آتيك ..يا سيد الاحلام و أنا ..لا أحسن حمل الكراس و لا أقلام الرصاص و لا صنع عرش من ورق الصفصاف فأسود وهران ..لا تزال تبحث عن زمن الحكايا و أنا ..لا أريد أن أضيع طريقي للنهاية و قد وزعت حلمي بين المرايا و أنا أنظر .. إلى الحوت الأزرق على شاطئ الباهية يرقص بين نوارس المدينة و لا أدري ..كيف استيقظت من حلم الحكايا .. و قد عاد الحوت الأزرق إلى عمق البحر في ذاكرتنا المنسية ...لقد استيقظت من حلم الحكايا ..لأرسم بريشة وهران جبلاً يصرخ شوقاً حد البكاء ، سألون شمس الصباح لتحيى فينا الرجاء. سأسقي أرض شجر الحب من نهر العطاء ،سأقطف أزرار ورد الربيع لباقةٍ من أجل الولاء ،سأرسل بدراً عبر الهوى لأعالي السماء، سأنثر نجوماً بضيائها تستر فينا موعد اللقاء .. ويمر الوقت ،تلك دقائق الانتظار تمر في دقات قلبي العنيد،تلك العيون تقرأ ما اكتب و ترقب المزيد، أنا في الغرام أسطورة الهوى والحب العتيد . محبتي تنبع من القلب وتجري في الشريان حتى الوريد ، بين السطور لك أنثرها فعشقي اليوم يشرق من جديد ، تلك حروف من روح العطر وزهر الحقل بل من فرح العيد . أكتبها فوق رمال شاطئ ليراها كل عابر على المدى البعيد ويمر الوقت مع كل صباح جديد يأتي ... حافية القدمين تجدني ،أكنس التراب الخفيف من حولي ، أرشّ ماء الغدير فوق رصيفِ قلبي ،أجلسُ على درجات سلمي ،أنتظرك أمام أعتاب بابي ... يمرّ الجميع بي ليشتموا عبق رائحة رجل غائب عني ... ووهران تسبح مع الحوت الأزرق و ترفض ان تنزع لباس البهاء حتى و لو طعنوها بسهام السواد... هناك رأينا الحوت الأزرق على شاطئ مدينة البهاء