بلدية وهران تشرع في جرد وإحصاء الفضاءات المغطاة، لإعذار أصحابها بدفع الإيجار توجد أسواق مدينة وهران على غرار باقي بلديات الولاية في وضعية مهترئة ومتدهورة نتيجة الإهمال الذي طالها من قبل أصحابها التجار الذين أغلقوا معظم محلاتهم داخل هذه الفضاءات التجارية لأسباب متعددة وراح البعض الآخر ينصب طاولاته بالقرب من مدخل السوق لمزاحمة التجار الفوضويين. كل هذا في غياب تام للمالك الأصلي لهذه الأسواق ويتعلق الأمر بمصالح البلدية التي رفعت يدها عن هذه الفضاءات التجارية الهامة التي تتوسط الأحياء الشعبية والتجمعات السكنية وذلك من نحو عشرية كاملة من الزمن. لا يختلف إثنان من سكان ولاية وهران وخاصة بلدية وهران في التدهور المقلق الذي تشهده الأسواق المغطاة والتي كان سببا بارزا حسب العارفين بخبايا قطاع التجارة في تنامي ظاهرة الفوضى والتجارة الموازية خاصة وأن أغلب أسواق مدينة وهران على سبيل المثال أوصدت أبوابها في وجه الزبائن والمتسوقين ممّا شجع هؤلاء التجار الفوضويين على الاستمرار في البيع غير الشرعي لمنتوجاتهم وفتح أبواب رزق لعدد كبير من البطالين الذين وجدوا في هذا النوع من التجارة غير القانونية طريقة مثلى للاسترزاق. * 50 ٪ من الفضاءات غير قابلة للاستغلال أفاد مصدر مسؤول من بلدية وهران على إطلاع واسع بملف الأسواق المغطاة بالمدينة أن المدينة تتوفر على 31 سوقا مغطاة متواجدة بكل القطاعات الحضرية ال 12 المكونة للبلدية بمعدل 3 الى 4 أسواق في القطاع الحضري الواحد وكلها توجد في وضعية كارثية للغاية مما يستدعي التحرك العاجل للسلطات المحلية لبلدية وهران قصد إعادة الاعتبار لهذه الفضاءات التجارية الهامة من خلال تهيئتها والبدء في استغلالها من جديد لامتصاص العدد الهائل من الشباب البطال من جهة والسعي للتقليص من حجم التجارة الموازية التي تشكل أزيد من نصف (50٪) النشاط التجاري بثاني ولاية بالوطن حسب الملاحظين والعارفين بخبايا قطاع التجارة. وحسب نفس المصدر فإن جميع الأسواق المغطاة تحمل نفس النقاط السوداء بتسربات المياه والانهيارات الجزئية أو ببساطة عبارة عن خراب إن صحّ الوصف والتعبير ولعلّ زيارة خاطفة لأسواق أحياء الحمري، كوربي، سيدي الهواري، ڤمبيطة وغيرها تجعلك تقف على حجم الخراب والفوضى والاهتراء الذي وصلت إليه هذه الأماكن التجارية نتيجة لا مبالاة المسؤول والتسيب والإهمال الصارخ لأصحابها والجهة المسؤولة عنها على حد سواء. ويضيف مصدرنا دائما أن 50 ٪ من هذه الأسواق المغطاة في وضعية كارثية للغاية بمعنى أنها مهترئة بنسبة 100 ٪ وتستدعي التدخل السريع للجهة الوصية وهي بلدية وهران لأن هذه الفضاءات غير قابلة للاستغلال تماما إلاّ بعد معاودة ترميمها وتهيئتها من خلال القيام بأشغال جدية ومعمقة لأن حالة التدهور التي وصلت إليها لا يمكن تصورها وأبرز أمثلة على تلك الوضعية الجد متدهورة التي تعرفها أسواق أحياء سيدي الهواري وكوربي ودالمونت وكذا سوق ميموزة على سبيل المثال لا الحصر. أما بقية الأسواق يمكن حسب محدثنا إعادة استغلالها بعد أشغال ترميم وتهيئة خفيفة لا تستدعي إمكانات كبيرة كما هو الشأن بالنسبة لأسواق «الحمري»، «ڤمبيطة» وشارع «آلكول» والمقري علما أن هذه الأسواق وأخرى ظلت ولازالت مهملة لأزيد من 10 سنوات. * «الكتان» وبن عقبة.. متى تنتهي العقبة؟ وبعيدا عن الوضعية الكارثية التي تشهدها الأسواق بمدينة وهران يبقى ملف سوقي الكتان وبن عقبة بالمدينة الجديدة عالقا لا سيما وأنه أحيل للعدالة للفصل النهائي فيها، علما أن بلدية وهران وفي عهد المير الطيب زيتوني قامت برفع ثمن كراء محلات السوقين بنسبة 300 ٪ وذلك خلال مداولة رسمية للهيئة التنفيذية للمجلس الشعبي البلدي، الأمر الذي لم يهضمه التجار الناشطين على مستوى هذين الفضاءين التجاريين وقاموا بعدة احتجاجات واعتصامات أسالت الكثير من الحبر، وأمام إصرار السلطات المحلية على تطبيق الأسعار الجديدة للكراء تحرك التجار عن جديد وقاموا بمقاضاة مصالح البلدية حيث لا يزال الملف في كواليس المحكمة للنظر فيه، فيما أقدم المير السابق نور الدين جلولي في عهدته السابقة بتجميد قرار رفع تسعيرة كراء محلات سوقي الكتان وبن عقبة للعلم يدور الحديث عن وصول الملف الى المحكمة العليا التي ستفصل فيه مستقبلا. «الباريسية» مشروع على ورق وأمام تدهور الأسواق المغطاة ببلدية وهران رفع المكلف بدراسة الملف جملة من الاقتراحات توجد على طاولة المير الحالي السيد نور الدين بوخاتم والذي يكون وقف على حجم الخراب بهذه الأماكن التجارية المهملة من خلال تحقيق مصور أرفق بجملة من الاقتراحات، أبرزها ضرورة الإسراع في تهيئة الأسواق المتدهورة، إحصاء وجرد كل المحلات المتواجدة بهذه الأسواق المغطاة واعذار أصحابها بالإسراع في دفع مستحقات الكراء التي تعود لأزيد من 05 سنوات أو أكثر، والشروع في استغلالها أو سحبها منهم بعد انقضاء المهلة الممنوحة لهم وتوزيعها على التجار الفوضويين لامتصاص البطالة والتجارة الموازية في آن واحد. هذه الاقتراحات التي ستناقش في دورة المجلس الشعبي البلدي القادمة خاصة وأن مشروع إنجاز الأسواق الباريسية لا يزال حبرا على ورق خاصة إذا نظرنا أن تجسيده يسير عكس ما اشتهى المسؤولون،فباستثناء السوق الباريسية المنجزة مؤخرا بحي العثمانية والتي تحفظ بشأنها العديد خاصة طريقة إنجازها وهندستها التي لا تتماشى والتجمع السكني (باستثناء هذه السوق) لا تزال 10 أخرى مبرمجة تنتظر عثور الجهات الوصية على أوعية عقارية لإنجازها كما يذكر أن سوق حي البركي الذي لم تنته الأشغال به يواجهه مشكل الممر المؤدي إليه حيث يعيقه وجود مزرعة لأحد مالكيها الذي يرفض العبور على أراضيه. * استياء « الفراشة» أثار تأخر إنجاز الأسواق الباريسية حفيظة «الفراشة» الذين تم طردهم من المدينة الجديدة في حملة واسعة قادتها المصالح المشتركة منذ أكثر من 4 أشهر لا سيما وأن هؤلاء التجار غير الشرعيين قدمت لهم وعود من قبل مصالح البلدية في ضمهم الى قائمة المستفيدين من المحلات بهذه الأسواق الباريسية المنتظر إنجازها حيث قاموا بإيداع ملفاتهم وعددها فاق 1500 ملف لدى مصالح البلدية وبالأخص بمصلحة النشاطات الاقتصادية المسؤولة على الأسواق والممارسات التجارية ببلدية وهران والتي لم تحرك ساكنا لاحتواء مشكلة هؤلاء التجار الأمر الذي جعلهم يعتصمون عدة مرات أمام مقري البلدية والولاية لحل مشكلتهم المطروحة.