اكتب أيها القلم كلماتي ...و أرسم على الأغصان حكاياتي ...و بالفرح الصيفي تتطاير عباراتي ...و في السكون تتوقف بسماتي ...و على أوتار الاشتياق تتساقط همساتي ...اكتب كلماتي...لعلها تجد الدفئ بين رواياتي ...إلى أي حد يمكن للأحلام أن تسافر بنا.. تلم شظايا الفكر وتوسدها على جانب من الوقت ثم تشد رحالها إلى كل لامعقول مكبل بسلاسل عقيم الأيام وعقباتها .. وكل أمنية حبستها الأقدار خلف قضبان اليأس بتهمة الهروب من معتكف الحزن أو الفرح عبر نافذة أمل سطع من خلفها ضياء آت من البعيد. إلى أي حد يمكن لها أن تكسر فينا عمرا تحجر داخل العمر وتخلق من عمق عقره زهي الزهر ليشرق بعبيره عبر المسافات شمسا لا تغيب بدفئها .. وتمطرنا سعادة لا ينضب سحابها ولا تنتهي أقواسها من الأفق تلونها حبا . حين تفقد في كل مرة أصبعاً من أصابعك وحبلاً من حبال حياتك تشل يدك عن الكتابة ورئتيك من ضخ الأوكسجين.. ليبتلعك صمتك وتبقى معلقاً بالداخل لا تستطيع الخروج منك..عندها تموت بكل هدوء ،حين تتفتق الروح عن جرح كامن يطغى الوجع فوق رفوف الذكريات وتبقى الروح تنازع البقاء ... متى يغسلني البحر من هذا الحزن كلما مررت على موجة، حملني حزني على متنها فتقتص مني دمعة إثر دمعة وتمطرني على سفوح الحزن وحدي ولاشيء غيره أحتضنه بقوة . شفاهي أغنيةٌ للُفقراء الذين يَهِبُون آذانهُم قَرابِيناً للجُوع من الأحلام . عيّنايّ نافذتانِ مُشرَّعتان للريحِ التي تنتقمُ في هجْعَةِ الظلام من هاجسِ خوف اليتامى ، كيف لها أن تخرج من حلة الخيال وتلبس رداء الواقع وقد غاب عن سماواتنا زمن المعجزات . ربما أسِير وإيَّاك في منفَى تتَحِدُّ فيه مشاعرُ الغُرباء فيكوِّنوا وطناً صلداً أغرّ،لا يهتَّز تحتَ وطأة الكراسي وثرثرة الألسُن! وطنٌ طَاهرٌ لا تُدنسَّه الثروات ، وطنٌ ثروة بحد ذاته ، لا يخَافُنَا لكنَّنَا نَهابَهٌ ،نغدو و نجِيء إليه دُون أن نُقدِّم له هويّة أسمَاءِنا ، تلك التي لم نخْتَارهَا أصلاً،أسماءٌ لا نقِرُّ بها، بقدر ما هي مُلتصقةٌ بنا ، فصَارتْ تُشبهنا أو نُشبهها ..لا أدري من منَّا في الحقيقة يُشبه الآخر..نحنُ أم أسماءنا؟!! نحن أم أوطاننا؟! نحنُ أم ثوراتنا؟!نحن أم ثرواتنا؟! وطنٌ يبكِي لأجلنا حين نفتِقر لابتسامة تمنحُنا صكاً للحياة بعِزّة .يقيم على شرفِ أوجاعنا ثوراتٌ لا تطأها أقدام الغَجرْ من شاربِي الدِّماء،وطنُ لا يتآمر علينا في الخَفَاء،ولا يخلطُ دمائنا بالماء فيستهينُ بسفْكِها ،وطنٌ يُهذِّبنا فيُعلمنا أن للجارِ حُرمة، فلا يُرمي جاره بالطُوب كيّ يحمي دم القبيلة من العار!! وطنٌ لا أخجل من ذكره ، ولا يتبرَّأ من عقيدِتي، وطنٌ اهتِف باسم يتَّصِف به، لا بمَالكِيه! وطنٌ لا يملكَهُ أحدْ لكنهُ يملِكُ الجَمِيع !!. الوطن ليس برحيل الحلم في ليالي المطر لكن أناشيد الميلاد فوق حقول الجليد ووقت السحر ووشوشة العصافير وضوء شمعة أنهكها السهر...مثل وعد ما جاد به القدر.حين تبحثين عن وطن من هذا الزمان وحين تتكئين على صدر جبل وحين تعانقين خد القمر وحين تكتبين فوق الرمل وعلى ورق الشجر وفوق العيون وتحت الجفون وعلى الشفاه تكتبين ... أحبك... أحبك يا وطن .