أحي عرش العَنَابِرَة ببلدتهم الواقعة بمنطقة مسيردة الفواقة بولاية تلمسان،يوم الثلاثاء 20 أوت الموافق للاحتفالات المُخَلِّدة لأحداث 20 أوت 1956 الشهيرة بالمقاومة المشتركة بين الجزائر والمغرب ، وعدتهم المشهورة باسم :"العَنَابِرَة نسبة إلى الجدّ الأكبر "موسى العنبَرِي "الذي ينحدر من سلالة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلّم .. وقد حضر وعدة العنابرة التي انطلقت فعاليتها عشية 19 أوت ،كافة أعيان المنطقة ورجالاتها وشيوخها ومواطنيها نساء ورجالاُ إضافةcإلى ضيوف ومدعوين من كافة قرى ومدا شر مسيردة والبلديات المجاورة وبعض الولايات أيضا،وكما جرت العادة فقد عكف المجتمعون على قراءة القرآن الكريم وهو التقليد الذي سار عليه أهالي المنطقة منذ القدم مثلهم مثل سائر القرى بمنطقة مسيردة الذين ينظمون وعداتهم خلال هذه الأيام .. أمّا ما ميّز احتفالات هذه السنة فهو ميلاد الجمعية الثقافية "العنابرة" التي استطاعت أن تفرض وجودها في التنظيم ومجريات الأمور رغم حداثة حصولها على الاعتماد وخير ما دشّنت به نشاطها هو تكريمها للمتفوقين في شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط وشهادة التعليم الإبتدائى من أبناء منطقة مسيردة وهم من بلدية مرسى بن مهيدي:زرقيط دنيا ،غمدي محمد ،بلهادي فيروز ،قدوسي أمينة ،كز أمال ،محسم أسماء ،قبيبش أسامة ،جواد أحمد ،حبار عائشة ،ملحاوي سميرة ،يعقوبي سيد أحمد ،بو خريص فاطمة الزهراء ،محروس هشام ،ومن بلدية باب العسة كلّ من :شغيول وهيبة ،حفيظ سفيان ،دحمان حاج قدور ،حفيظي أمال ،حفيظي قمر ،حمرة أمينة ،وقد كانت الهدايا جِدّ قيمة ومُحفِّزة على مواصلة المثابرة والإجتهاد ،وكانت معظمها مصاحف إلكترونية من النوعية الرفيعة ،كما تمّ تكريم الأستاذ زهدور الحسين وهو معلم متقاعد بمنحه وسام البصمة الذهبية،كما تم تكريم المجاهد سلمت لمنور وحافظ الذكر الحكيم عسوقين يوسف .. * شهداء و بطولات واستمرّت سهرة اليوم ال19 إلى وقت متأخر من الليل،وبعد افتراق الجمع ،واصلت مجموعة من النساء المتطوعات تحضير الكسكسى لموعد الغذاء في اليوم الموالي هذا اليوم الموعود الذي بزغ ضوء شمسه مبكرا في هذه المناسبة التاريخية العزيزة على أهالي المنطقة وقد انطلقت فعاليات التظاهرة برفع العلم الوطني على النصب التذكاري لشهداء منطقة العنابرة الذي يضم 76 شهيدا سقطوا فداءا للوطن الغالي في عدد من المعارك التي كانت المنطقة ساحة لها،وأول من دشّن قائمة الشهداء البطل بختاوي زيان وتلاه بوقر وين ميمون الذي أُستشهد في نفس اليوم من اكتو بر 1955 . كما تمّ قراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء البررة ... ولأنّ الحدث التاريخي يفرض نفسه بشدة نظرا لعراقة المنطقة تاريخيا وثوريا (كانت ملتقى لقادة الثورة :العربي بن مهيدي وبوصوف والعقيد عثمان وزهدور محمد والرئيس هواري بومدين وعدد من الضباط ..) فقد نظمت جمعية العنابرة محاضرة حول حياة الشهيد زهدور محمد المعروف ب "اليماني"الذي ينحدر من منطقة العنابرة ،ألقاها الأستاذ سلمت محمد ،مدير مدرسة متقاعد ومن رفقاء الشهيد ،عرّف فيها بخصال القائد البطل الذي أهدى حياته لنصرة الثورة والحق والوطن ،فأبلى البلاء الحسن وخطط ودبّر رفقة أكبر القادة لتنظيم أكبر المعارك ضد المستعمر الفرنسي الحقير إلى غاية استشهاده في 1958، بعدها استمر توافد الأهالي والمدعوين على الساحة الشاسعة التي احتضنت الوعدة إلى أن اكتظت بالأحبة القادمين من كل صوب وحدب ،رجالا ونساء وأطفالا ،وجرت التظاهرة بنجاح، وعبّر كافة الجمع عن رضاهم وتفرّقوا عائدين إلى ديارهم وكلهم غبطة وسرور على أمل اللقاء في السنة المقبلة إن شاء الله ..