اختار رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، تكريم ست مجاهدات كافحن ضد الاستعمار الفرنسي بالولايات التاريخية الست، التي تأسست بمؤتمر الصومام منعطف الثورة الجزائرية، وهذا في رسالة رمزية واضحة لتمجيد الثورة ورموزها في احتفالية مزدوجة بخمسينية الاستقلال وعيد المرأة. وأهم ما ميز الأجواء الاحتفالية، التي أقيمت بفندق الأوراسي، يوم الخميس، هو أن المجاهدات الست من “الحرّات” اللواتي لم تستفين حقهن من التعريف بجهودهن وإسهاماتهن، خلال الثورة، حيث ظلت بعيدات عن عدسات الكاميرا والأضواء. وكانت المجاهدة بن مسعود مباركة، عن منطقة الأوراس الأشم، هي أولى من تلقين التكريم الرئاسي، ثم تلتها المجاهدة جعلاب ربيحة من ولاية ڤالمة، و هي أم لأربعة شهداء وكن ممن رافقن الشهيدين زيغود يوسف والصالح بوبنيدر في نضاله ضد الاستعمار. وكانت المجاهدة وأرملة الشهيد سعدية حاكم عن منطقة القبائل هي ثالث مجاهدة تكرم من طرف رئيس الجمهورية، متبوعة بكل من المجاهدة بوكاني خيرة، من ولاية البليدة التي ساهمت بقدر كبير في إحدى المعارك الضارية للولاية التاريخية الرابعة في معركة جبل بوزڤزة، وكانت متبوعة المجاهدة زهرة ثاي عبد السلام من ولاية تلمسان التي نسقت مع خيرة المجاهدين بالمنطقة، وأخيرا المجاهدة عماري حدة عن الولاية التاريخية السادسة، أي الصحراء، التي جادت هي الأخرى بكل ما لديها لدعم الثورة و نصرتها. وكان التكريم الرئاسي للمجاهدات مرفوقا بتكريم كل من عتيقة معمري رئيسة الفيدرالية الجزائرية للمعوقين حركيا، وكذلك رئيسة جمعية أمل لمكافحة داء السرطان، كتاب حميدة، وهن نساء تنتمين للفئة التي تمثلنها. ولم يغفل رئيس الجمهورية أيضا تكريم حاملات العلم من خلال تكريم الدكتورة سميرة بن تليليس، المتخصصة في الإحصاء الطبي، وموهاب عواوش مهندسة في الإعلام الآلي. وقام رئيس الجمهورية قبل دخول قاعة الاحتفال، بتفقد إحدى غرف فندق الأوراسي وقاعاته، بعد أن خضع للترميم من طرف شركات مقاولة تركية، مبديا إعجابه بأشغال التجديد التي مست الفندق العتيق. وكان مسك الختام إهداء لوحة فنية لإحدى أعمدة المقاومة الشعبية “لالة فاطمة نسومر” لرئيس الجمهورية من طرف الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة نوارة سعدية جعفر.