انطلقت الطبعة ال46 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم مساء أمس السبت بدار الشباب "مرسلي محمد" بمشاركة 12 فرقة من 8 مناطق من البلاد. وأعطيت إشارة انطلاق هذه التظاهرة السنوية المخصصة للفن الرابع والمتواصلة إلى غاية 31 أوت من قبل أحد الأعضاء المؤسسين للمهرجان عام 1967 بن سعيد مكي المعروف بالحاج مكي بصفته الرئيس الشرفي للطبعة خلال حفل افتتاح من تنشيط جوقة الحماية المدنية وفرقة تعاونية مسرح الأغواط بحضور محافظ المهرجان رشيد جرورو والسلطات المحلية وجمهور غفير. وبعد استعراض فرقة الحماية المدنية قدم حوالي 20 ممثلا هاويا عرضا من تأليف هارون الكيلاني يمزج بين المسرح والرقص الفلكلوري والكوريغرافي من نوع "هيب هوب" لتمثيل قصة شباب من الجنوبالجزائري يقصدون شمال البلاد وهم يرددون أشعارا وطنية. كما تحضر لأول مرة في تاريخ المهرجان 5 فرق من جنوب البلاد (البيض وتمنراست وأدرار وتوقرت وورقلة) لتقديم عروض بمختلف بلديات مستغانم خارج المنافسة فضلا عن مشاركتها في دورات تكوينية في مجال المسرح. وستنطلق المنافسة الرسمية ظهيرة اليوم الأحد بمسرحية "العيشة مرة" للفرقة المستغانمية الجيلالي بن عبد الحليم متبوعة بمسرحية "دار في دار" لفرقة "مسرح الحرف" لسيدي بلعباس. من جهة أخرى ستنظم بالموازاة مع العروض المسرحية ثلاث ندوات حول مسرح "الحلق". وأشارت مديرة الثقافة لمستغانم، حليمة حنكور، إلى أن فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم التي تجري عادة بدار الثقافة للمدينة نقلت هذه السنة إلى دار الشباب بحي سالامندر جراء أشغال ترميم مسرح دار الثقافة التي تعذر استكمالها قبل انطلاق التظاهرة. فرصة لدخول عالم الاحترافية اصبح المهرجان الوطني ال46 لمسرح الهواة بعد 46 سنة من تأسيسه "محطة حتمية" ليس بالنسبة للهواة فحسب للفنانين المحترفين كذلك على حد تعبير الكاتب المسرحي بوزيان بن عاشور الذي سبق له و أن كان عضوا في لجان التحكيم في الطبعات السابقة. و بعد أن أبرز "الطابع الخاص" الذي يكتسيه هذا المهرجان في مجال التبادل بين الهواة و المحترفين ذكر بوزيان بن عاشور أن كاتب ياسين و مصطفى كاتب و شافية بوذراع و سيد علي كويرات و غيرهم "مروا بهذا المهرجان". و أضاف أن هذه الإرادة التي لازالت قائمة إلى حد الآن سمحت بحضور الفنان الكبير سيد احمد أقومي الذي أبهر المشاركين بقراءة مقطع من مسرحية "الجثة المطوقة" (1952) لكاتب ياسين و المستوحاة من مجازر 8 ماي 1945. من جهته اعتبر مدير فرقة "الموجة" أن دليل حيوية مسرح الهواة بروز بعض الفنانين الشباب في السينما و التلفزيون بعد أن تكونوا في مختلف الفرق المحلية. و ذكر في هذا السياق بالممثل عماد بن شني الذي تكون في الفرقة و دخل عالم السينما سنة 2012 بتقمصه شخصية احمد زبانة في فيلم سعيد ولد خليفة أو الممثلة حنان بوجمعة التي أدت دروا في السلسلة الفكاهية "جرنان القوسطو". و أسس المهرجان الوطني ال46 لمسرح الهواة سنة 1967 حيث يعد أول مهرجان ثقافي في تاريخ الجزائر المستقلة بمبادرة من سي الجيلالي بن عبد الحليم أحد أعمدة أب الفنون بمستغانم حيث ضم فرقا من الكشافة الاسلامية الجزائرية.