للمرة الألف ومنذ 1967 تاريخ الاستيلاء على مدينة القدس والكيان الصهيوني يحاول اقتحام المسجد الاقصى ،حيث حاولت أمس هذه المرة نحو 20حركة صهيونية عنصرية الدخول الى باحة المسجد الاقصى لاداء طقوس دينية تدعي أنها جزء من أعمالها ، لكن بمجرد اعلان حالة الطوارىء الإسلامية هب آلاف الاشخاص من الضفة الغربية ومدينة القدس نحو المسجد لدعم اخوانهم المرابطين هناك قصد منع المستوطنيين من تدنيسه تحت أعين الشرطة الاسرائيلية وحمايتهم . وقد مكنت العناية الإلهية دون دخولهم ووقعت مناوشات كبيرة حيث تم اعتقال وجرح العديد من الفلسطينيين . وبهذه المناسبة نوجه لهم التحية لصمودهم دفاعا عن هذه البقعة المباركة والذي قال في حقهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَزال طائفة من أمَّتي على الحقِّ ظاهرين، لعدوِّهم قاهرين، لا يضرُّهم من جابههم، إلا ما أصابهم من لأواء (أي أذى) حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"، قالوا: وأين هم يا رسول الله؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" خطة اقتحام المسجد تراود الصهاينة منذ سنوات وذلك قصد اقتسام المسجد الى جزأين كمرحة أولى بعيدة المدى ثم الانقضاض عليه نهائيا . جزء اسلامي وآخر يهودي لإقامة طقوسهم باعتبار أن هذه الخطة نجحت في عدة أماكن بدأت باقتسام بالقوة مساكن مواطنيين عادين في مدينة القدس ثم تطورت الفكرة الى بيوت العبادة عبر الاراضي الفلسطينية المحتلة الى ان نضجت الفكرة الى مسجد الاقصى بعد الاستيلاء على حائط البراق الذي حول الى حائط المبكى يجلب نحوه رؤساء الدول وسياح اسرائيل بما فيهم نجوم الكرة والفن للترويج للصهيونية . ثم قيل لم لا؟ التطاول على المسجد الاقصى نفسه . وفي الحقيقة هذه الفكرة ليست وليدة هذا التدرج في التنفيذ بل يعود تاريخها الى تأسيس الكيان الصهيوني الذي يحلم بتهديم المسجد وتعويضه ببناء هيكل سليمان المزعوم – أي بناء كنيس ضخم يكون بمثابة رمز لليهودية التي تسعى الدولة العبرية من خلالها الى تهويد كل الاراضي الفلسطينية المحتلة وبذلك تخيير عرب 48 بين التهود او مغادرة المكان اي قلع نحو 1.5 ملين نسمة من اراضيهم . يأتي اقتحام القدس الشريف الذي باركه الله سبحانه وتعالى :"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير" في خضم احداث دولية ارهقت دول الطوق المعنيين مباشرة بالقدس نذكر دولة مصر، التي ادخلها حكامها الجدد في دوامة ليست لها نهاية قريبة ،وسوريا التي تنتظر من يوم لآخر ضربة أمريكية لتقويض قوتها أمام اسرائيل الى الابد، والأردن الذي لا حول ولا قوة له سوى التنديد عبر وسائال الاعلام ولبنان التي خرجت من الصراع بسبب الانقسام والطائفي المذهبي الذي يسودها .