بين 15 و 24 ألف دج لاكتشاف كنوز الصحراء يبدو أن اقتراب العطلة الشتوية التي ستنطلق يوم الخميس المقبل أعطى لاحتفالات نهاية السنة طابعا مغايرا ما سيحوّلها إلى مناسبة عائلية أكثر منها فرصة رومانسية قد يفضل فيها بعض الأزواج اغتنام هذا اليوم للسمر و السهر او حتى السفر أو حضور حفلة منظمة بإحدى القاعات أو الفنادق الكبرى. تأثر المناسبة هذه المرة بتصادفها مع العطلة الشتوية الأمر الذي قلّص من الاهتمام بها يؤكد أن هذه الأخيرة لم تصبح بعد ثقافة في مجتمعنا الإسلامي خاصة بعد ظهور بعض الجمعيات التي تقوم بنشاط توعوي يدعو إلى عدم الاحتفال برأس السنة الميلادية ما جعل التحضيرات التي كانت تقوم بها بعض العائلات في مثل هذه الفترة لإحياء نهاية السنة تتحول إلى تحضيرات لقضاء العطلة الشتوية مع أبنائها بعد جهد كبير مع الامتحانات. الخروج بهذه الخلاصة يبرره الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها عبر عدد من الوكالات السياحية و قاعات الحفلات و بعض الفنادق التي من المتعود أنها شرعت في استقبال حجوزات الأشخاص الراغبين في الاحتفال برأس السنة فوجدنا تراجعا كبيرا في الإقبال خاصة على الحفلات المنظمة و هو الأمر الذي اعترف به بعض أصحاب هذه المؤسسات فيما نفاه آخرون مبررين ضعف الإقبال ببقاء فترة أسبوعين كاملين عن حلول المناسبة بدليل عدم الشروع حتى في عملية الإعلانات الرحلات العائلية تتصدر الطلبات بالمقابل لاحظنا وجود إقبالا كبيرا على الوكالات السياحية وصفه القائمون على نشاطها بغير العادي مقارنة بما كان عليه سواء خلال الفترة الأخيرة أو خلال نفس الفترة من كل سنة إذ أن الجديد هذه السنة هو الإقبال على الرحلات العائلية الأمر الذي دفع ببعض هذه الوكالات إلى تسطير برنامج خاص لتلبية هذا الطلب كما أن أغلب هذه الوكالات بما فيها الخاصة أصبحت مع ظهور هذه المعطيات الجديدة تهتم بتنظيم رحلات داخلية و هي تجربة قديمة لطالما أفشلتها رداءة الخدمات و قلة الفنادق ببعض الولايات خاصة بالجنوب ففضل بعض متعاملي السياحة من وكالات سياحية تلبية للطلب المسجل في هذا السياق توزيع هذه الرحلات على ولايات أخرى تتوفر بها ظروف استقبال أحسن في مقدمتها ولاية وهران عن طريق تنسيق العمل فيما بينها. في هذا السياق تبنى الديوان الوطني الجزائري للسياحة برنامج خاص خلال هذه الفترة حسبما أكده لنا المدير الجهوي يتضمن رحلات منظمة باتجاه الجنوب من جهة إضافة لعمل آخر يتم بالتنسيق مع وكالات الديوان الأخرى لاستقبال سياح جزائريين من ولايات أخرى بمدينة وهران و تلمسان. هذا البرنامج يلقى خلال هذه الفترة إقبالا عليه و ما يميزه أكثر هذه المرة هو التسجيل ضمن رحلات عائلية ما جعل هذا المتعامل العمومي الرائد في هذا المجال يبرمج رحلات من هذا النوع بأسعار مدروسة و معقولة كتنظيم رحلات بالحافلة سيشرع في إجرائها بداية من الجمعة المقبل أي أول أيام العطلة الشتوية نحو الجنوب بمساراته الثلات المعروفة ب: الساورة الطاسيلي و الواحة إذ يتجه المسار الأول نحو بشار و تميمون فيما يتجه المسار الثاني نحوغرداية، بسكرة ووادي سوف، أما المسار الثالث فيتجه نحو جانيت و تمنراست. كما تنظم رحلات باتجاه ولاية تلمسان زيادة على زيارات لفائدة سياح من ولايات أخرى مبعوثين من وكالات غير وكالة وهران باتجاه المناطق السياحية لهذه المدينة أما عن الأسعار فتتراوح بين 15 و 24 ألف دج و ذلك حسب ظروف الإقامة و الخدمات وفي هذا السياق يسجل إقبالا أيضا على الرحلات التي تنظمها الوكالات السياحية نحو مدن الجنوب حيث تتم الإقامة بدور الشباب وهي رحلات تخصص لفئة معينة فقط . في هذا السياق أشار رئيس جمعية ترقية السياحة بامتياز إلى غياب السياحة الشعبية بالجزائر فرغم كون هذه الفترة من أهم مراحل ترويج المنتوج السياحي تبقى العملية مقتصرة على فئة معينة فقط و إن كانت هذه الأخيرة توسعت خلال السنوات الأخيرة بسبب دخول ثقافة النشاط السياحي المجتمع الجزائري بدليل دخول أكثر من 13 مليون مصطاف تراب ولاية وهران لوحدها كما أن أرقام مقاربة عرفتها بعض الولايات أيضا . اضطرابات الجوار تقلب الحسابات كل هذه المعطيات توجب حسب متعاملي القطاع إعادة النظر في مستوى الخدمات السياحية بالجزائر و بشكل غير مباشر الخدمات بالقطاعات الأخرى خاصة بعد ملاحظة تسجيل انتعاش في السياحة الداخلية لاسيما بسبب ما يحصل ببعض الدول العربية من اضطرابات سياسية و التي قلصت من النشاط السياحي داخلها فأصبح الجزائريون الذين كانو يتوجهون إلى تونس و سوريا و غيرها من الدول الأخرى يكتشفون الجزائر من جديد و الإمكانيات السياحية الكبيرة التي تتمتع بها و في ذات الإطار سينظم المجلس الشعبي الولائي بالتنسيق مع مديرية السياحة و جمعية ترقية السياحة بامتياز شهر فبراير المقبل ورشة "وارك شوب Workshop" في طبعته الثانية لأول مرة بوهران بفندق "المريديان" سيخصص لترقية السياحة الداخلية و خاصة نحو ولاية وهران و هذا بعدما سجلته السلطات المحلية من تزايد في الإقبال على السياحة بهذه المدينة ما يتطلب العمل لاحتواء النقائص الموجودة بكل القطاعات تشجيعا للسياحة الداخلية التي تواجهها. مشاكل و عراقيل تتمثل أساسا في ضعف الخدمات مقابل غلاء التكاليف و هو ما تحدث لنا عنه عددا من المواطنين الذين صادفنا وجودهم ببعض الوكالات السياحية وهم بصدد الاستفسار عن العروض المتوفرة هذه الفترة إذ أكدوا لنا اهتمامهم بالسياحة الداخلية لوجود مناطق خلابة داخل الوطن خاصة بالجنوب فيما تنقص الإمكانيات و لاسيما مرافق الإستقبال فمثلا بتاغيت يوجد فندق واحد مغلق للتهيئة و رغم ذلك يبقى هناك إقبال للسياحة بهذه المدينة بالمقابل أشار هؤلاء للتحسن الكبير الذي عرفته مدينة وهران في مستوى الخدمات السياحية و هو ما يظهر من خلال الإقبال الكبيرالذي تعرفه خلال العطل في هذا السياق يٌتوقع توافد آلاف السياح الجزائريين من ولايات أخرى خلال هذه العطلة خاصة بالنظر إلى تصادفها مع نهاية السنة في هذا السياق توجد بالولاية أكثر من 140مؤسسة فندقية و 70وكالة سياحية. دبي و تركيا لأصحاب الدخل المرتفع من جهة أخرى يبقى الإقبال على السياحة الخارجية من طرف الجزائريين قائما و لاسيما تركياودبي بأسعار تتراوح بين 12 و 25 مليون سنتيم إذ تعتبر السياحة بهاتين الدولتين الأكثرطلبا عليها إضافة إلى العمرة التي ستتراوح أسعارها ما بين 13 و 16 مليون سنتيم، الأمر الذي يؤكد بالفعل أن الجزائر استفادت كثيرا مما يحصل في بعض دول الجوار التي كانت في السابق تستقطب السياح الجزائريين الذين بدأوا اليوم يغيرون في وجهتهم و أضحوا يختارون الأماكن و المدن الداخلية التي تتمتع بمناظر و طاقات سياحية و استجمامية خلابة وجميلة، و لكن في المقابل هناك البعض من المواطنين الجزائريين من أصحاب الدخل المرتفع من يقضي عطلته في الخارج، لاسيما في الإمارات و تركيا على اعتبار أنهما دولتين لهما رصيد سياحي و فندقي محترم و بجودة و استقبال عاليين.