حلول شهر رمضان المعظم المتزامن هذه السنة مع الفترة التقليدية للعطلة الصيفية وضع أغلبية العائلات الجزائرية في سباق مع الزمن في محاولة للإستمتاع بماتبقى من أيام قليلة من العطلة. الجزائريون الذين تعودوا قضاء العطلة الصيفية بالجزائر وبالخارج خاصة الجارة تونس خلال السنوات الأخيرة لم تتمكن أغلبيتهم هذه السنة من التوجه لهذا البلد الذي أضحى يشكل لهم رمز المتوقع السياحي الأمثل لقضاء العطل بأسعار معقولة وشكلت تركيا هذه السنة الوجهة السياحية الأبرز للجزائريين ذوي الدخل الجديد الذين حرصوا على اكتشاف المواقع السياحية التي يزخر بها هذا البلد الذي تعرف عليه الجزائريون خاصة من خلال بروزها من الناحية الإقتصادية والسياسية والثقافية وربما تكون المسلسلات التلفزيونية التركية التي تعرض على مختلف القنوات العربية والتي حظيت بمشاهدة واسعة من قبل الجمهور الجزائري أيضا في التعريف بهذا البلد. وأظهرت جولة عبر عدد من الوكالات السياحية وسط العاصمة أن جميع الرحلات المتجهة نحو تركيا التي يزورها أغلبية ا لسياح الجزائريون لأول مرة محجوزة بالكامل الى غاية شهر رمضان حيث أشار في هذا الإطار مسؤول بنادي وكالة سياحة وأسفار إلى برمجة 07 رحلات خلال شهر جويلية الجاري وأضاف أن عامل عدم فرص التأشيرة للدخول للأراضي التركية ساهم بشكل كبير في إختيار الجزائريون لهذا البلد السياحي الذي لم تتح لهم الفرصة لإكتشافه إلا من خلال وسائل الإعلام. وأجمعت مختلف الوكالات السياحية أن أسعار الرحلات المتجهة إلى تركيا تتراوح بين 120 و140 ألف دينار بإحتساب كامل تكاليف السفر لمدة أسبوع والتي اعتبرها البعض معقولة نظرا للخدمات المقدمة فيما وصفها البعض الآخر بالباهظة وغير المتاحة لمختلف طبقات المجتمع. المغرب هو الآخر شكل حيزامهما بالنسبة للجزائريين المعروفين بشغفهم بالسياحة حيث استقبل أعدادا معتبرة من العائلات الجزائرية رغم أن السفر نحو هذا البلد يتم حصريا عبر الجو. ولأن الإستمتاع بالعطلة الصيفية لا يقتصر على قضائها في الدول الأجنبية اهتدت العائلات التي لم يسعفها الحظ في اكتشاف المعالم السياحية خارج الجزائر إلى التوجه إلى الشواطئ التي تسجل خلال هذه الأيام كبيرا من قبل المواطنين فيما فضل محبو الطبيعة والهدوء التوجه إلى الغابات بعيدا عن ضجيج الشواطئ وكون الجزائر تزخر بالمواقع السياحية الهامة حبذت نسبة معتبرة من العائلات تمضية عطلة الصيف في إحدى الولايات الساحلية على غرار جيجل وبجاية ووهران وحتى الجنوب الكبير إلا أن نقص المرافق والهياكل السياحية حال دون تنظيم الوكالات السياحية لرحلات نحو هذه المناطق السياحية. وفي هذا الإطار كشف العديد من الموظفين بالوكالات السياحية عن تسجيل طلبات تنظيم رحلات نحو المناطق السياحية الوطنية إلا أن »نقص الإمكانيات السياحية بها خاصة فيما يتعلق بالفنادق ساهم في تعطيل تجسيد هذا المشروع الذي من شأنه تنشيط السياحة الداخلية«. ولأن الجزائريين بطبيتهم يفضلون تمضية شهر رمضان في الوطن بين الأهل والأصدقاء لم تنظم معظم الوكالات رحلات سياحية لأية دولة خلال هذا الشهر الفضيل بإستثناء رحلات أداء مناسك العمرة التي يفضل الكثيرون أداءها خلال رمضان المعظم.