أردنا من خلال هذا الإستطلاع أن ننقل أجواء الصيف في ليالي وهران من خلال جولة إستطلاعية قمنا من خلالها برصد أصداء المتجولين وأغلبهم ضيوف قادمين من ولايات مجاورة وخاصة الولايات الداخلية والشرقية، وكذا مغتربين وأجانب، وتابعنا بالشوارع الكبرى للمدينة حركة المواطنين ومحطات توقفهم وكيفية إستمتاعهم بصيف وهران في أجمل الأوقات على الإطلاق؟ حركة المواطنين تبدأ من الساعة السادسة مساءا لتزداد كثافة في الساعة الممتدة بين الثامنة والتاسعة مساء لتمتلئ مختلف الفضاءات العمومية عن آخرها وتصبح حركة السيارات أصعب بالنظر الى الإزدحام الذي يخلقه المارة، حركة غير عادية تتواصل الى ساعات متأخرة من الليل تصل إلى الواحدة والثانية صباحا، فكل العائلات تخرج للإستجمام والإستمتاع بلطافة أجواء ليلية ليرسم لوحة قمة في الجمال سميت بالباهية، فليل المدينة ساحر في الصيف ولا يشبه كل الليالي، وعشاق الجمال والباحثون عن الإستجمام كلهم يفضلون الخروج عند الغروب لاستقبال ليل هادئ وجميل. * من ساحة السلاح إلى واجهة البحر تلك هي وجهة أغلب المواطنين والزوار، ومن هناك من ساحة السلاح أو ساحة أول نوفمبر كانت إنطلاقة جولتنا مرورا بشارع الأمير عبد القادر نحو شارع العربي بن مهيدي، نزولا إلى واجهة البحر هي أهم الفضاءات وأبرزها بالمدينة تشهد منذ الساعة السابعة مساءا ضغطا كبيرا حركة غير عادية تتواصل الى الواحدة ليلا وتتجاوزها. وكانت لنا بداية دردشة مع بعض المواطنين فصرحت إحدى الشابات القادمة مع عائلتها من مدينة سعيدة أنها تعشق وهران وتحب في كل صيف زيارتها ولايفوتها يوم إلا وتخرج للتجول مع أفراد أسرتها حتى تتعب من المشي، وذكر بعض الشباب القادمين من ولاية الشلف أنهم أوفياء للباهية فهم يمضون النهار في الشواطئ والليل يقضونه بالتجول في المدينة التي يعجبهم فيها كل شيء على حد قولهم، ضيوفنا من الصحراء أكثر الوافدين الى المدينة وأفاد أحد الشباب أنه يأتي كل صيف عند أحد أقربائه ليمضي أحلى أوقات حياته، وذكرت إحدى السيدات وهي مغتربة بفرنسا أنها تحب مدينتها وهران وتنتظر العطلة لتعود الى أحضانها قائلة أنها تستمتع بكل شيء وتتابع أيضا برنامج العروض الفنية بمسرح علولة التي تنطلق على الساعة السابعة مساء وبعدها تتجول في شوارع المدينة وتجلس مع أبنائها أمام واجهة البحر أين تختم جولتها وتعود في حدود منتصف الليل. * بور سعيد.. ساحة العائلات وتعتبر ساحة بور سعيد الواقعة بواجهة البحر أكثر الفضاءات التي تحقق إقبالا منقطع النظير للسياح والمواطنين بحيث تعتبر الساحة فسحة واسعة للتأمل والإستجمام ومساحة آمنة أين يلعب ويلهو الأطفال، وتقصد أغلب العائلات محلات بيع المثلجات لتناول مختلف أنواعها وتستمتع بالأجواء الرائعة هناك. واكتشفنا أن هناك عائلات من وهران تتواعد أصدقائها وجيرانها وحتى الأقارب من الإلتقاء في الساحة وقضاء أمتع الأوقات والسهر هناك حتى أن البعض يحضر بعض المأكولات الخفيفة التي تلائم فصل الحر ويتناولونها هناك مع أطفالهم. وصرحت إحدى السيدات أنها تخرج من حين لآخر مع أطفالها وضيوفها للإلتقاء مع الجيران والأحباب هناك. وقالت أن المكان آمن ونظيف ورائع حيث يجد الأطفال بعد نهار متعب وحار راحتهم في اللعب بكل طلاقة والإستمتاع بالمناظر الجميلة والحركة والنشاط وأنغام الموسيقى التي تطلقها محلات بيع المثلجات على الهواء الطلق هي عموما مسرة لا تعوض يستغلها كل من يعرف وهران ويزورها فهي المدينة الساحلية والسياحية بامتياز والإستجمام لا يقتصر على الشواطئ فهناك فضاءات عدة للجمال. * الأسدان في صور من وهران ويحرص أغلب زوار المدينة من سياح ومغتربين على أخذ صور تذكارية بعد المغيب بساحة السلاح وقرب المبنى الأثري للمسرح، وكذا أمام دار البلدية بجوار الأسدين وأكد الكثيرون أن أخذ صور تذكارية بجانب الأسدين ضروري وأضاف مازحا أن الصورتثبت بأنى زرت وهران وهي دليل قوي أقدمه لكل من يكذبني للعلم هذا ماقاله أحد الشباب القادم من مدينة غليزان الذي بدا مولعا بالصور التذكارية. وذكر كل المتجولين الذين صادفناهم بساحة السلاح أو الشوارع الأخرى أن كل الراغبين في أخذ ذكرى من وهران لابد أن تكون صورة بجانب الأسدين، وبعيدا عن الرؤى السياحية والإعجاب بعالم الباهية، يقصدالأغلبية المحلات التجارية بالشوارع الكبرى سواء للتنزه أو للشراء كما أن شارع العربي بن مهيدي يشهد إكتظاظا كبيرا في ساعات المساء ويعيق حركة السيارات، وبنفس الشارع تتواجد حديقة صغيرة للملاهي أيضا مقصد الكثير من العائلات أين يجتمع الأطفال من أجل اللعب واللهو، وهكذا هي ليالي الصيف بالباهية ولا أحلى أحلام تستيقظ عندما تغيب الشمس لتسهر على سحر الليالي وتزين سماء وهران.