بدات اشغال القمة ال13 لمنتدى رؤساء دول وحكومات البلدان الاعضاء في الالية الافريقية للتقييم من قبل النظراء التي يشارك فيها رؤساء دول و حكومات البلدان الاعضاء من بينهم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ظهر أمس السبت بكامبالا (اوغندا). وسيدرس منتدى رؤساء دول و حكومات البلدان الاعضاء في آلية التقييم من قبل النظراء التقريرين الوطنيين لتنفيذ مخططات العمل حول الحكامة في البنين وجنوب افريقيا وكذا التقريرين التقييميين لجزر موريس وغانا. وتميزت الجلسة الافتتاحية بمداخلة الرئيس بوتفليقة، حيث ألقى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مداخلته بوجه خاص حول الشق ذي الأولوية المتعلق بتنمية الهياكل القاعدية، اعرب فيها عن ارتياح الجزائر للتقدم المحقق في عملية انجاز وكالة تخطيط و تنسيق خاصة بمبادرة الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا (نيباد). واوضح رئيس الجمهورية ان الامر يتعلق بانشاء وكالة عملية تتوفرعلى ادوات و طاقات ضرورية لتسهيل عملية تجسيد و متابعة مشاريع الادماج الاقليمي والقاري. كما اشار رئيس الدولة الى الاهمية المرتبطة بتعزيز العلاقات الوثيقة للتنسيق بين وكالة النيباد والمجموعات الاقتصادية الاقليمية التي تشكل محركا للادماج. وفيما يلي النص الكامل للمداخلة : "السيد الرئيس أصحاب الفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات حضرات السيدات والسادة اسمحوا لي قبل كل شئ بإسداء الشكر لأخينا الرئيس موسيفيني ومن خلاله الى الشعب الاوغندي وحكومته على استقبالنا في هذا المكان الرائع الجميل في هذا الموعد الافريقي الهام. ويأبى عليّ الواجب إلا أن اعبر له عن عظيم عرفاننا لقاء ما أحاطنا به من حفاوة وحسن استقبال منذ حلولنا بكامبالا. هذا واشكر الدكتور ماياكي المدير العام لوكالة التخطيط والتنسيق التابعة للنيباد على العرض القيم الذي قدمه لنا حول نشاطات الوكالة التي يديرها باقتدار وتفان. إننا على قناعة بأنه طرق الوجهة الصحيحة المؤدية الى ضمان تطبيق سريع وناجع لبرامج النيباد. ولا يفوتني أن أهنئ أخي الرئيس زوما بنجاح منافسات كأس العالم لسنة 2010 في جنوب افريقيا الذي نصفه جازمين بالتاريخي والنجاح هذا إنما هو مدعاة للاعتزاز المشروع بالنسبة لشعب جنوب افريقيا وبالنسبة للشعوب الافريقية كافة. ولأنه يعكس بطريقة واضحة لا تنمحي عبقرية بنات افريقيا وأبنائها و مقدرتهم على رفع التحديات الجسام التي خالها الكثيرون داخل القارة وخارجها مستعصية عليهم فإن مثال جنوب افريقيا يثبت اننا قادرون على بلوغ التفوق في شتى الميادين وهو مثال يشجع افريقيا على التعبئة والمضي قدما أكثر فأكثر من أجل تجسيد تطلعات شعوبها الى الرقي والرخاء. لهذا السبب فقد استمعت باهتمام بالغ للعرض الذي قدمه لنا الرئيس جاكوب زوما حول دور تنمية الهياكل القاعدية في بلداننا وقارتنا. وهو بذلك يمنحنا الفرصة لنتبادل الآراء بشأن هذا المجال الذي جعلناه بصفة جماعية أولوية هامة بالنسبة للاتحاد الافريقي وللنيباد. من جهتها وفي اطار استراتيجية التنمية الوطنية المدعومة والمستدامة والتي تراعي كل المراعاة ضرورة الانضمام بقوة الى توجه الاندماج الاقليمي فإن الجزائر تبذل منذ عشر سنوات جهودا كثيفة لتطوير وتحديث هياكلها القاعدية ليس في مجالات النقل والطاقة والمياه فحسب بل وايضا في مجال الهياكل القاعدية والاجتماعية والصحية والتربوية والرياضية. ذلك أن احدث برنامج خماسي وهو الذي يغطي فترة ما بين 2010 وسنة 2014 يبرز على حد سواء المنحى التصاعدي للبرنامج هذا على مستوى الطموحات من حيث الكم والمتطلبات من حيث الجودة. وفيما يخص التخطيط لممرات النقل وتصوراتها فإننا نجتهد في جعل هذه الممرات روافد حقيقية لبروز وتوسع ممرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالبرامج والمشاريع هذه ستسهم أيضا في توزيع فضاء أكثر توازنا للنشاط الاقتصادي وللاستثمارات من خلال اعتبار الامتيازات التفضيلية وخصوصيات مختلف مناطق البلاد ونواحيها وكذلك ضرورة فك العزلة عن المناطق المحرومة. وبطبيعة الحال فان مثل هذا الطموح يتوقف ايضا على الاجراءات التي تحفز على اقامة النشاطات الاقتصادية وعلى تطوير الشبكات الاجتماعية التربوية والشبكات الصحية القادرة على الاستمرار والناجعة. والمطلب هذا هو محل تكفل تام من حيث هندسته بشكل عام أو من حيث مكوناته القطاعية. هذا وحدا المخطط هذا الانشغال بتشجيع الساكنة على الاستقرار وباستعمال أفضل للتراب الوطني من خلال تطوير شبكات الهياكل القاعدية في الارياف والتجمعات السكنية الصغيرة وعلى الخصوص القرى. وبذلك يكون بمقدور الساكنة الريفية الاستفادة من مزايا الهياكل القاعدية المكيفة التي تتيح لهم من جهة الوصول الى مستثمراتهم الصغيرة ومن جهة اخرى نقل منتوجاتهم بغية تسويقها في التجمعات السكنية القريبة وحتى البعيدة ذلكم محور من محاور سياستنا التنموية الريفية المدمجة. وفي مختلف مراحل دورات المشاريع وانجازها اتخذنا اجراءات من شأنها أن تشجع على المشاركة القوية للمؤسسات المحلية ونحن نتوقع من ذلك نتائج ايجابية كفيلة بتحقيق افضل اسهام لهذه البرامج في التنمية الاقتصادية وفي تعزيز القدرات الذاتية في التحكم في مختلف المسارات التي يمر بها بناء بلد عصري يتمتع بروح التحرك والاسترزاق ومتفتح على حركية التيارات البشرية والاقتصادية والانشغال هذا يمتد الى مجالات التسيير وصيانة الهياكل القاعدية الجديدة على حد سواء. وزيادة عن بعدها الوطني فان المشاريع الكبرى التي باشرتها بلادي في اطار مخططاتها التنموية المختلفة وبالنظر الى أهميتها تعد عوامل مشجعة على الاندماج الاقليمي والقاري وهي قادرة على أن تعكس تماما دور الجزائر ورسالتها بصفتها همزة وصل وملتقى للتبادل بين افريقيا والبحر الابيض المتوسط والعالم العربي والفضاء الاسلامي المترامي الاطراف. والى جانب ذلك ولتمكين رسالتها بصفتها ملتقى من بلوغ قدراتها الهائلة كاملة فقد وضعت الجزائر استراتيجية يطبعها العزم على ترقية مشاريع مهيكلة وادماجية هدفها الأول الاسهام بصفة ملموسة في بناء قطب نمو ضخم يكون في مستوى طموح افريقيا المشروع الى تجاوز حالة التهميش التي طالما رزحت فيها ضمن الاقتصاد العالمي. وعلى سبيل المثال سأذكر بعضا من هذه المشاريع المهيكلة الكبرى التي تؤثر بصفة مباشرة او غير مباشرة وملموسة على الاندماج الاقليمي: - الطريق العابر للصحراء من الجزائر الى لاغوس مرورا بالنيجر الذي سيخرج المنطقة كلها من العزلة ويسهل المبادلات الافريقية البينية من جهة والمبادلات بين افريقيا وأوروبا من جهة اخرى - أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والجزائر والذي سيتدعم على طول امتداده بكابل من الألياف البصرية - الطريق السيار شرق-غرب الذي سيمتد من الحدود التونسية الى غاية الحدود المغربية والذي يمثل رافدا هاما للاندماج المغاربي - مد وتكثيف وتحديث شبكة السكة الحديدية التي تنشد نفس التوجه المغاربي. - التوصيلات بين شبكتنا الكهربائية وشبكتي المغرب وتونس - نقل المياه من إنصالح الى غاية تمنراست اي على مسافة تفوق 700 كلم. وبذلك يندرج مسعانا هذا ضمن توجهات التنمية الشاملة والمدمجة والمنسقة والمستدامة وهي توجهات تنخرط في التصور وروح الاطر القارية التي وضعها الاتحاد الافريقي والنيباد. ومما لا شك فيه أن ترقية البرامج الافريقية التي اتفقنا عليها جماعيا في اطار النيباد والتي ستنعكس في برنامج تنمية الهياكل القاعدية في افريقيا لفترة ما بين 2010 و2030 تعبير واضح عن الاهتمام الافريقي المتقاسم بالتنمية المستدامة للهياكل القاعدية وجعلها في خدمة ترقية الاقتصادات المنتجة والمتنوعة والدينامية".