الملف ينتظر فصل الحكومة و المواطنون يترقبون تفعيل المنجم في غضون 2014 أصبح ملف تفعيل منجم غار أجبيلات بتندوف الذي ظل لسنوات طويلة مغلقا لأسباب عديدة ، من الملفات الهامة المطروحة على طاولة الحكومة ، وهو الأمل الكبير بالنسبة لشباب المنطقة للظفر بمنصب عمل يقيهم شر البطالة من جهة ويساعدهم على التكفل الأنجع بأسرهم ، وتجمع كل الآراء التي استقيناها من الأوساط الاجتماعية المحلية على أن المؤشرات التي تطفو على ساحة منجم غار اجبيلات تبشر بالخير خاصة الزيارة الأخيرة للوزير الأول عبد المالك سلال للولاية في جويلية 2013أين أكد مسألة تفعيل هذا المشروع الاستثماري الكبير وقبله وزير الطاقة والمناجم الذي وقف عند واقع المنجم رفقة إطارات وزارية هامة حيث تم وضع هذا الملف الاقتصادي الكبير على طاولة الحكومة لدراسة إمكانية تفعيله لتستفيد من خيراته ولاية تندوف التي تشتكي من قلة الوحدات الإنتاجية والصناعية وتصبو إلى غد أفضل ، كما يرى سكان تندوف في هذا المنجم الحديدي وما يحيط به من ثروات لم تكتشف بعد الطريق الاوحد نحو التنمية الحقيقية والمستقبل المشرق للمنطقة ، لما سيوفره من مناصب عمل للفئات الشبانية المحلية والوطنية وما يجنيه استغلاله من ثروة تلقي بظلالها على مستقبل الأجيال القادمة. ونظرا لأهمية الموضوع وما تتجه نحوه من الأنظار المحلية ، فضلا عن نية الحكومة الراسخة في تفعيله واستغلاله من خلال حشد الإمكانيات المادية والبشرية الكافية وهو ما ظهر في العديد من المرات على مستوى السلطات العليا للبلاد إدراكا منها لأهميتهالإستراتيجية وبعده الإفريقي، وتفيد مصادر مؤكدة بأن هناك مؤشرات تدل على استئناف تجسيد الحلم منها أعمال الدراسات المرتبطة بطرق وكيفيات استغلال هذا المنجم ، و مساعي البحث والدراسة لمعرفة مستلزمات انطلاقه من شتى الجوانب المادية والبشرية ، وهذا يعكس نية الحكومة واستعدادها المتين لتحويل أحلام سكان المنطقة وكل الجزائريين إلى حقيقة ملموسة ستظهر ملامحها حسب الخبراء وأهل القرار بعد الانتهاء من عمليات الدراسة الهيدروجيولوجية ومسائل الطاقة والكهرباء وغيرها من دعائم التفعيل الميداني . تمثل منطقة غار أجبيلات التي تبعد عن مقر الولاية ب: 110 كلم قرية صغيرة تابعة لإقليم بلدية تندوف وتشتهر غار أجبيلات تاريخيا بتوفرها على منجم الحديد ومعادن أخرى مما جعلها تشكل احد أهم الروافد الاقتصادية للوطن وعليها يرتكز مستقبل تندوف التنموي وقد سخرت الدولة ضمن برامج التنمية المحلية كل الإمكانيات قصد ربط الجهة ببقية مناطق الولاية من خلال شق الطرقات وانجاز المسالك الحدودية كون غار اجبيلات تمثل قطبا اقتصاديا هاما حيث يقطن الجهة عائلات عديدة وهي بمثابة تجمع سكاني قار وقد حظيت غار اجبيلات كغيرها من التجمعات السكانية عبر الولاية باهتمام كبيرمن طرف السلطات المحلية والمركزية على حد السواء كونها مستقبل المنطقة القادم. ثروات باطنية تسكن فضاء الصحراء تزخر ولاية تندوف بثروات منجمية على قدر كبير من الاهمية تتعلق بمنجم غار اجبيلات الذي يتوفر بدوره على معدن الحديد ، ويمثل أهم احتياط العالم من هذه المادة ، إلى جانب منجم السبخة التي تبعد عن مقر بلدية تندوف ب: 40 كلم وتتوفر هي الاخرى على احتياطي جد هام من مادة الملح كما تتوفر حسب الدراسات التي أجريت من قبل الديوان الوطني للأبحاث الجيولوجية والمنجمية خلال السنوات الماضية على عدة مواد نافعة أخرى غير حديدية كالكلس والطين والجير والحجارة بشتى أنواعها . وتنتشر هذه المواد الاساسية عبر مناطق متعددة منها وديات ترترا التي تتوفر على مواد شيست نضيد طيني يستعمل في قرميد البناء وتتربع هذه الثروة على مساحة 03 كلم مربع ، أما جنوب قلب الحديد فيتوفر على قرميد البناء ومواد خزفية ، كما يوجد بواد أم العسل مادة الطين الرملي الحديدي سمك 20 م ، إلى جانب ما تحوزه منطقة واد الطلحة من مادة الكلس الذي يستعمل كإسمنت احتياطي للإضافة ، ويتواجد على شكل شريط متقطع على طول 100 كلم . أما مناطق واد شناشن وواد أمغيرفة فتتوفر على مادة الكلس وأحجار الزينة للبناء والسماد المعدني بينما انفردت منطقة غرب قلب الحديد بمادة الغرانيت الذي يستعمل في صنع مسحوق الرمال الصلصالي ، ويرى المختصون والمهتمون بالشأن الاقتصادي بأن هذه الثروة قادرة على تحريك دواليب الاقتصاد المحلي بشكل يضمن خلق مناصب شغل للشباب ويربط المنطقة مع الشمال وبالتالي ترقية التجارة والاحتكاك والتواصل وإحياء مظاهر التبادل التجاري الذي جسده سوق المقار التاريخي الذي كان أولى اللبنات الاقتصادية للمنطقة في فترة السبعينيات. ونال الموضوع اهتمام الرأي العام طويلا وحظي باهتمام وانشغال الجميع كونه مكسب اساسي لتطوير البنى التحتية وخلق الثروة وتحديث منطقة غار أجبيلات لتواكب التطور التنموي وهذا ما جسدته انشغالات المجتمع المدني في مختلف الجلسات التشاورية التي نظمها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي كناس منذ 2012. شركات تعاقبت على الكنز وقد تعاقبت على منجم غار أجبيلات عدة مكاتب وشركات بحث منذ سنوات خلت حيث عرفت الفترة من 1955 / 1957 بحوث لمكتب تنظيم المجموعات الصناعية الإفريقية وفي سنة 1960 شركة الدراسات والانجازات المنجمية والصناعية ، مع الإشارةإلى أنه تم انجاز مئات السوندات وعشرات الآبار على مستوى غار أجبيلات ومجموع 07 ألاف متر حفرت وعدد كبير من الدراسات التحليلية الكيماوية أجريت وهذا بإمكانه إعطاء معرفة دقيقة للمنجم وتضيف المصادر إلى أنه تم سنة 1962إنشاء مصنع مصغر من طرف SERMIبغرض دراسة إمكانيات الثروة المنجمية ، وأجريت الكثير من الدراسات بخصوص منجم الحديد ، أما بخصوص الدراسات الميدانية المنجزة بالمنجم خلال الفترة 1973/ 1976 فقد خصت عملية نقل الحديد عن طريق السكة الحديدية وخلال الفترة من 1977/ 1979 قامت شركة أندروتكنيكو بانجاز دراسة هيدروجيولوجية لمنطقة تندوف. ويتوخى من تفعيل منجم غار أجبيلات مستقبلا تحقيق الكثير من النتائج والايجابيات منها خلق قاعدة وقطب اقتصادي يطور ويفعل التنمية سيما في مجالات الحديد ، وينشط البنى الاقتصادية لمناطق الجنوب الغربي بشكل كبير إضافةإلى ما سيلعبه هذا المشروع الهام من دور في التجارة والرفع من قيمة العملة الصعبة للبلاد وتحسين الميزان التجاري ، فضلا عما سيوفره من مناصب عمل قارة وتحسين الإطار المعيشي للسكان وضمان تنمية متوازنة للنسيج الصناعي من خلال خلق مؤسسات الإنتاج وخلق الثروة التي تنعكس أثارهاإيجابا على تطلعات الأجيال القادمة ، هذا هو التصور العام للمجتمع المدني والرأي العام لمدينة تندوف التي يرى شبابها أن مستقبله القادم يبقى مرهون بتفعيل الثروة المنجمية بغار أجبيلات وما يتركه تفعيله من آثار ايجابية على اقتصاد المنطقة واسترجاعها للدور التجاري الذي كانت تضطلع به منذ السبعينيات من خلال سوق المقار التاريخي الشارع التندوفي يترقب حاولنا ضمن هذا الاستطلاع الاحاطة باراءالشارع التندوفي والطقبة المثقفة وكذا المنتخبين المحليين والوطنيين حيث أجمعت معظم الاصداء التي استقيناها على أن قرار الحكومة القاضي بوضع ملف استغلال وتفعيل منجم غار أجبيلات يعد بمثابة القرار الشجاع والهام وقد لقي هذا الاخير أستحسانا ملفت للنظر من طرف سكان تندوف واطاراتها ، أحمد اطار بإحدى الادارات العمومية يقول بأن مساعي الحكومة التي طفت على الساحة منذ زيارة الوزير الاول الى الولاية في جويلية 2013 وما عقبها من قرارات لتسريع مسألة تفعيل منجم غار أجبيلات شيء ايجابي ويدل على حرص الحكومة على تنمية المنطقة وتحديث بنيتها التحتية ، أما علي وهو مثقف وجامعي فيعتبر ما تم الوصول اليه من حديث واهتمام من طرف الحكومة بخصوص منجم غار أجبيلات الذي كان بمثابة الكنز والثروة الهامدة لقد جاء الاهتمام به بمثابة اعادة الاعتبار للتنمية المحلية التي تفتقر الى مؤسسات انتاجية قادرة على تلبية حاجات السكان في مختلف المجالات ، أما محمود عامل يومي لا يتعدى أجره 10 ألاف دج فيعلق أمالا كبيرة على هذا المشروع ويعتبره فرصة لتغيير مرتبه من خلال العمل فيه مستقبلا ، أحمد شاب بطال يقول لقد أصبت بالاعتزاز عندما سمعت أنباء استغلال منجم الحديد بغار أجبيلات فهو فرصة لنا للخروج النهائي من دائرة البطالة ، بينما يرى بعض المنتخبين المحليين أنهم سيبذلون كل الجهد بالتعاون مع السلطات المحلية والمركزية من أجل تجسيد هذا الحلم الذي يشد انتباه سكان تندوف ويتابعونه عن كثب ، أما سكان قرية غار أجبيلات وهم قلائل فيعتزون بما ستعرفه منطقتهم مستقبلا من تحول تنموي ينعكس ايجابا على الاطار المعيشي لهم ويوفر مستقبلا لابنائهم ، محمد سالم قاطن بغار أجبيلات يقول بأنه حضر لزيارة وزير الطاقة والمناجم الاخيرة وتابع بكل اهتمام رغم مستواه الدراسي العادي ، واعتبر كل ما حصل من عناية لهم وما تلقوه من وعود في تغيير نمط معيشتهم وحياتهم حيال استغلال وتنشيط المنجم أمر يعتزون به ، وقال بأن الاهتمام باعادة بعث الحياة في منجم غار أجبيلات الذي وصفه بالهيكل بلا روح ، أمر مثمن ومعتز به من طرف سكان القرية وتجمعاتها المترامية الاطراف . الخلاصة التي خرجنا بها ونحن نستمع الى اراء المجتمع المدني ، هي اصرارهم على ضرورة الاسراع في بعث الروح في منجم غار أجبيلات في اقرب الاجال لمواكبة التطور والتحول التنموي السريع وخلق دينامكية جديدة على مختلف أوجه التنمية المستدامة ، واعطاءملامح جديدة وحديثة للقرى وتحديث المدن من خلال وفرة الثروة والموارد المالية الكفيلة بإحداث التغيير