يا من أشتاق إليه صباح مساء.. يا من يعجن لي الثواني بالدقائق بالساعات يا من يطعم أحلامي التعيسة نورا ودفئا ووفاء.. أيها الرجل الذي أسكنني في ضوء عينيه،ورسمني زهرة على أجمل اللوحات. أيها الأسمر ..المتيم بي..أيها الجرئ السخي المعطاء تعال لأضمك إلى صدري فيُسمعك قلبي شعرا ويمنحك عطرا و يرشك شمسا وبرقا..وحياة.إنني أعيش على أمل الذكرى..على أمل اللقاء. إني أعلم أن مدينتنا تذبح بالسكين..بالساطور..تذبح الحجر والأحلام والربيع و الأشواق..تذبح الضفائر السوداء.هل كانت تصلك رسائلي الزرقاء؟..هل أعجبك خطي؟..لا تسخر مني يا سيدي إن كان رديئا.إني أرتجف وأنا اكتب إليك فخارج غرفتي أصوات الريح والضباب والكلاب..عذرا إذا وجدت في خطي اعوجاجا.فأنا عاجزة عن سرد حبي ىوعذابي..وأخشى إذا أحببتك أكثر أن تجف مياه الينابيع..وتحترق السماء. لا تنزعج سيدي العزيز من سطوري.. لا تنزعج.فأنا أريد أن أكسر العصور والقيود..أن أكسر الخوف والأقاويل الجوفاء أريد أن أكسر ضميري..أن أتمرد على شعوري..أن أصارحك القول: إني أحبك يا جيلالي. خذ مني حرية النساء..قل عني حمقاء..قل شقراء .. سمراء..أم سوداء قل غبية..مجنونة..وفية..خائنة..مغرورة..قل بلهاء....قل ما شئت عني.فكم أهواك يا نور عيني أتراني أني قد تطاولت كتابة؟وأغرقت خاطرتي صورا وقافية..و أشبعتها بلاغة؟ إن تحسبني كذلك فمعذرة سيدي العزيز.أرغب أن أخطو خطاك..أن أجمع تاريخي الجميل معك على دفتر لا يهم لونه أحمر أم أخضر أم أصفر ..أن أنتقي الحروف البنفسجية..أن أسكب على الدفتر الكلام الأشقر. قد أكون أبعثر الحروف..لا أكتب شعرا.لكني آمل أن تجمعها..أن تجعلها عمرا داخل العمر..أن تزرعها على الشموس..على البساتين..وعلى الصيف الأخضر، آمل أن تعيد البسمة للبيادر..للقمح للأشجار..للزعتر..أن تعيد الروح للقلب الأحمر. لا تلمني سيدي على أيامي العصيبة وأنا مرتجفة أمامك.. باكية..منهارة أتلفظ بكلمة "وداع"..لا تلمني سيدي فلقد عثرت على قرار إعدامي أمام الباب. كانت عقارب الساعة تبتلعني كحوت كبير أسود.كل دقيقة فيها كانت تحطمني..بالسكين تمزقني..وورائي حكامي يتبعونني..أجل يتبعونني..يحاولون وضع رأسي على المقصلة..على المشنقة..يحاولون إعدامي كبرتقالة فلسطينية..وأنا مشتتة الخاطر.أسير ببطء أو كلص مسرع الخطوات.وبداخلي كاد أن يتوقف نبض الزمان..أن تختنق الأيام.ولم أعد أفرق بين البنفسج والياسمين..وبين النوار وشجيرات الدراق. كنت أخشى ضوء الشمس..أخشى ستائر غرفتي..وأخشى حتى قهوتي السوداء.أعيش أحيانا مع الموتى..أعيش على الذكرى..على الأطلال..وأنام على رنين صوتك الحزين. وكم فكرت طويلا:أينا أسعد؟وأينا حزين؟